نقلت ثانوية حكومية نموذج برنامج الرابح الأكبر الشهير على إحدى الفضائيات، إلى ساحتها، لتمنح أسمن طالب متوسطة وثانوية، تخلص من وزنه الزائد في غضون أربعة أسابيع جائزة تحت شعار «اخسر.. تربح». وفتحت مدرسة أم القرى الثانوية الباب على مصراعيه لطلاب مدارس الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية، الجادين في التخلص من السمنة، للفوز بإحدى الجوائز التي حددتها في مسابقة تعد الأولى على مستوى مدارس المملكة. ولم يكن يعلم طالب الثانوية علي عوض آل سالم، وطالب المتوسطة عيسى مفلح الرشيدي، أن سمنتهما ستقودهما في يوم من الأيام إلى تحقيق جائزة على مستوى مدارس المدينة، كأعلى نسبة تخفيف وزن خلال مدة المسابقة طيلة الأربعة أشهر الماضية. تحت عنوان «اخسر تربح»، تبارى المتنافسون السمان، نزلوا من وزن مصارعي السومو إلى وزن الريشة، تحت أعين الرقابة الذاتية، وبعيدا عن أعين الرقابة التربوية. أعلنوا أنهم قادرون على الانصياع للغة العقل، والتصميم والإرادة، فحولوا أجسادهم المترهلة شحوما إلى ما يشبه الأوزان القابلة لمقولة «ملفوفة القوام». وما إن انتشر الخبر في أوساط الطلاب، حتى بدأت المدارس في التباري، بعض الطلاب فضل الصوم، والآخرون اتبعوا حمية الطاقة والرياضة، وخاضوا المنافسة. ربع الوزن طالب المتوسطة عيسى الرشيدي 16عاما لم يصل لوزن السومو، حسب وصفه، لكنه كان يشعر بالحرج من التخمة التي كان يعانيها: «وزني لم يتعد قبل المسابقة 90 كلجم، وبدأت في التحدي الخاص مع نفسي لإنقاص الوزن الذي كنت أعانيه، وأتحرج أحيانا منه، إلى أن تغلبت على جميع المعوقات التي وقفت في طريقي، وتوجت أخيرا بالمركز الأول على مستوى مراحل المتوسطة بالجبيل الصناعية، بعدما تخلصت من 25 % من وزني، ووصلت إلى 68 كلجم»، مشيدا بدور المعلمين في المسابقة. وداع ومكسب وقاد وداع السمنة المفرطة طالب الثانوية علي عوض، للفوز بجهاز كومبيوتر محمول، الأمر الذي جعله يفخر بالتخلص من 29 كلجم 16 % من وزنه البالغ 179 كلجم قبل المسابقة، ليصل إلى 150 كلجم: «دعمتني أسرتي في المنزل، وشجعني المعلمون والطلاب لتحقيق فوز كاسح، يحقق الصدارة وسط المدارس المنافسة، لكنني أعترف بأنني كنت في البداية خجولا من المشاركة، وسرعان ما تحول خجلي إلى قوة ساعدتني في التخلص من بعض هذه السمنة، بعدما أحسست بأنها تمثل خطرا على صحتي، والآن على الرغم من الفوز أنوي مواصلة البرنامج، لكي أصل إلى الوزن الطبيعي». بعيدا عن الطموح واقتطع طالب الثانوية علي مضحي 11 كلجم من وزنه 7 % ، ليفوز بالمركز السابع في المسابقة: «كان وزني 155 كلجم، وأصبح الآن 144 كلجم، والسمنة بالنسبة إلي كانت هما يؤرقني في جميع تنقلاتي، حيث كنت أعانيها، بينما اعترتني فرحة عارمة فور سماعي بالمسابقة التي تحفزني على التخلص من السمنة، فاستعنت بالله عز وجل، واجتهدت حتى حققت المركز السابع، على الرغم من أنه ليس طموحي، لذا سأستمر على جميع البرامج المقدمة لي سواء من المرشد الصحي بالمدرسة أو مركز الحي الصحي». ليست خسارة طالب المرحلة الثانوية وليد الشمري 17عاما لا يعد خسارته نهاية المطاف، لأنه كسب التخلص من خمسة كيلوجرامات زائدة: «بعض الظروف التي واجهتها في منتصف المسابقة السبب في عدم تراجع وزني للمعدل المطلوب، بدأت متحمسا بوزن يتعدى 124 كلجم، وكنت مجتهدا في أول انطلاقة المسابقة، إلا أنني بصراحة أصبت بالملل، لكنني أعتقد أن هناك بعض القصور من مدرستنا في عدم الاهتمام بنا كمشاركين، بتسجيلنا مثلا في الأندية الرياضية أو توفير برنامج خاص لكل مشارك، الأمر الذي لم يهبط بوزني إلا عند 119 كلجم». فائز بمشتريات وخسر طالب المتوسطة حسين أنور حسين 12 كلجم، لكنه كسب في المسابقة كوبون شراء بمبلغ 300 ريال، مؤكدا أنه لن يشتري بها طعاما: «نجحت في تخفيض وزني من 127 كلجم إلى 115 كلجم، لكن الأمر لم يكن سهلا .