تناسى الجزائريون أفضال المدرب رابح سعدان على الكرة الجزائرية وأنه صاحب اليد العليا في وصولهم إلى نهائيات كأس العالم في المرات الثلاث على امتداد تاريخهم بداية من 1982 وانتهاء بالبطولة الحالية، بعد أن وجهوا أصابع الاتهام له برفقة الحارس فوزي الشاوشي والمهاجم عبدالقادر غزال إثر الخسارة من سلوفينيا في أول لقاءات «الخضر» في مونديال جنوب إفريقيا، مؤكدين أن مجموعة اللاعبين الحالية تستحق مدربا يتمتع بقدرات أفضل. وكان سعدان محقا عندما ذكر في مناسبة سابقة أنه «محسود» على المنصب الذي يشغله، وأن مدربين عدة يستهدفونه ويبحثون عن أدنى خطأ يرتكبه لكي يخرجوا وينتقدوه علنا ويطالبوه بالخروج لمصلحة الكرة الجزائرية، حيث حمله غالبية المدربين الجزائريين أسباب الخسارة أمس الأول، واعتبروه تأخر كثيرا بالدفع بورقة بودبوز، فيما ركز البعض الآخر على شخصيته مؤكدين أنها ضعيفة وليس لديه القدرة على اتخاذ قرارات شجاعة باستبعاد أسماء بارزة حتى وإن لم تقدم المستوى المطلوب. وأشار المدرب الجزائري شريف الوزاني خلال حديثه لصحيفة «الخبر» الجزائرية في عددها الصادر أمس إلى تأخر سعدان في إجرائه للتبديلات وانتقده عندما أدخل المهاجم رفيق صايفي: «دخول عبدالقادر غزال في المباراة لم يكن في محله، وأيضا الزج بورقة رفيق صايفي.. إضافة إلى ذلك تأخر سعدان كثيرا في إشراك بودبوز». وعلى الصعيد نفسه أعد برنامج «صدى الملاعب» على قناة إم بي سي أمس تقريرا عن حالة الجماهير الجزائرية بعد الخسارة، وتحدث غالبيتهم بقسوة عن المدرب، وذكر أحدهم أن سعدان لا يتعلم من أخطائه: «تعبنا من مطالبته بعدم الاعتماد على عبدالقادر غزال، ولكنه عنيد ومصر على الاعتماد عليه، وها هو الآن يجني ثمار تخبطاته بعد أن خذله اللاعب وطرد في المباراة». ويعد عبدالقادر غزال من أكثر اللاعبين الذين تعرضوا للهجوم من قبل الصحافة الجزائرية بسبب أدائه السيئ في الفترة الأخيرة، قبل أن يزيد الأمر سوءا ويطرد عند الدقيقة 73 بخطأ ارتكبه عند دائرة المنتصف لم يكن له أي داع. ومن المتوقع أن يسقط اسم اللاعب من قناعات سعدان الذي تمسك به كثيرا في الفترة الأخيرة وكان يرى فيه مميزات لا يراها غيره، في ظل تواجد ثلاثة مهاجمين آخرين في قائمة المنتخب بإمكانه الاعتماد عليهم في المواجهتين المتبقيتين. ولن يكون الحال مماثلا بالنسبة إلى الحارس فوزي الشاوشي الذي يتحمل الهدف الذي ولج مرماه بنسبة كبيرة، كون الكرة كانت في متناول يده ولكنه أخطأ في تقدير الوقت المناسب للخروج إليها، بعدما أكد سعدان أن ثقته بالحارس لا تزال متواجدة، ولن يقوم بتغييره في اللقاء المقبل: «شاوشي حارس جيد وقدم مستويات كبيرة معنا ومن الظلم أن أركنه على الدكة بسبب خطأ وحيد كلفنا خسارة لم نكن نتوقعها». ورغم خيبة أمل الجماهير الجزائرية من الخسارة أمام سلوفينا التي تعد أضعف فرق المجموعة التي تضم أيضا منتخبي أمريكا وإنجلترا، إلا أنهم متفائلون بالقدرة على الصعود إلى الدور الثاني، معيدين إلى الأذهان بدايتهم السيئة في بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، حيث خسر المنتخب الجزائري في مباراته الأولى ضد مالاوي بثلاثة أهداف دون مقابل قبل أن ينجح في الوصول إلى الدور نصف النهائي. ولن يكون أمام سعدان طريقة سوى مواصلة اللعب بالخطة الحالية 4/5/1 نظرا إلى صعوبة تغيير النهج بصورة كاملة بعد أن تدرب عليه اللاعبون طوال فترة الاستعداد للبطولة، وأكد المحلل الرياضي في شبكة أوربت محمد حمادة أن المدرب الملقب ب«الشيخ» لن يكون أمامه سوى مواصلة اللعب بطريقته الحالية: «لتبسيط المسألة، هنالك مثال واضح يتماشى مع وضع سعدان.. عندما تغير من ديكور استديو تحتاج إلى فترة طويلة لا تقل عن أسبوعين، وحين تبدأ التصوير فيه ولا يعجب المشاهد من الاستحالة أن تنجح في تغييره كاملا في اليوم التالي» .