بلغت بالبعض منا المبالغ.. وهم «قلة ولله الحمد» ان أبدوا استياءهم من إقامة العديد من المناسبات والأحداث العالمية في الخارج في أوقات يكون فيها الشارع السعودي مشغولا بمواسم وأحداث اجتماعية أو دراسية أو مناخية..أو قد يكون بعضها دينية كشهر رمضان وشهر الحج مثلا.. وفي ظل تعدد الآراء والأمزجة فقد نعد ذلك.. نوعا من حريات إبداء الرأي والملاحظة.. ولكن الغريب.. والعجيب.. والساذج في الوقت نفسه أن تقرأ لكاتب في صحيفة..أو تستمع لآخر عبر الفضائيات وهو يطالب بإعادة النظر في مواعيد إقامة مباريات كأس العالم مثلا.. ويتساءل لماذا تقام دوما خلال مواسم اختبارات «طلابنا»..؟!! وليته حتى وقف عند ذلك الحد.. بل امتدت الأمور إلى الإشارة إلى أن المسألة محل شكوك.. وأن شبابنا مستهدفون في دراستهم وتعليمهم.. وأن هناك من خططوا لإقامة هذه البطولة العالمية في مثل هذه الأوقات من أجل إضاعة شبابنا..والهائهم عن اختباراتهم..؟!! وامتدت المطالبة إلى موقف حازم والتهديد بمقاطعتنا للفيفا ؟.. ..وقد أوردت هنا هذا المثال «السخيف» من بين العديد من الأمثلة التي لا تبتعد كثيرا.. كمن كانوا يشيرون إلى إقامة بعض المهرجانات العالمية للسينما.. أو الحفلات الغنائية في الخارج التي تصادف موسم الحج..أو رمضان.. إن ما نحتاج إليه فعلا..في مشهدنا الثقافي..أن نوصد الأبواب تماما..أمام مثل هذه «الخرجات»..التي تثير السخرية بنا.. وبتفكير القلة القليلة التي تعيش على السطحية.. والانغلاق.. ويظل هاجس المؤامرة.. يتلبسها ليل نهار.. وأن نكون أكثر واقعية..وأكثر إلماما بثقافات العالم من حولنا.. ونعرف تماما أن مجرد التفكير الدائم بأننا مستهدفون.. هو معول هدم لا بناء.