وصف مصدر دبلوماسي غربي الوثائق التي تناقلتها تقارير إعلامية الاثنين حول عمل طهران منذ عام 2007 على تطوير سلاح نووي بأنها "كفيلة بإطلاق صفارات الإنذار،" معتبراً أنها تشكل أيضاً "جزءاً من الأدلة التي تزيد القلق حيال برنامج طهران النووي." وقال المصدر، في حديث لCNN، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمتلك نسخة عن التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز،" في حين قال ديفيد ألبرايت، مدير معهد العلوم والأمن الدولي، إن الاستخدام الوحيد الممكن منطقياً للأدوات المذكورة في الوثيقة هو في ميدان التسلح النووي. وأضاف ألبرايت: "هذه الوثائق تشير إلى أن طهران بدأت برنامج يهدف لبناء قنابل نووية، أو أنها تطور قدراتها في هذا الإطار." من جانبه، قال مهرداد خنصري، وهو دبلوماسي إيراني سابق، إنه في حالة صحت المعلومات الواردة في الوثيقة فإن ذلك سيثبت بأن الإيرانيين "كذبوا على الجميع." وأضاف خنصري أن ظهور الوثيقة في هذا الوقت "مبرر" باعتبار أنها ستصعب الموقف الروسي والصيني المعارض لفرض المزيد من العقوبات على إيران، كما سيفتح أمام تل أبيب أبواب توجيه ضربة بقرار منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية. وتابع خنصري، الذي يشغل حالياً منصب مستشار لدى مركز الدراسات العربية والإيرانية: "جدول الأعمال العالمي سيتبدل مع ظهور هذه الوثيقة، إلا إن تمكنت طهران من إثبات عدم صحتها." يذكر أن صحيفة "تايمز" كانت قد نشرت الاثنين ما قالت إنها وثائق سرية إيرانية تعود للعام 2007، يظهر فيها أن طهران تجري اختبارا على المكون الأخير الذي يعد أساسا في صناعة القنبلة النووية، و"محرض النيترون،" الذي يعتبر المكون الأساسي للقنبلة النووية. وتشير الصحيفة إلى أن الوثائق تصف استخدام إيران، وعلى غرر باكستان لمصدر النيترون وهو ديوترايد اليورانيوم الذي يؤكد الخبراء أنه لا يُستخدم إلا في السلاح النووي. وتأتي هذه التطورات بعد إعلان وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، أن بلاده مستعدة لمبادلة نحو 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب مقابل قضبان الوقود النووي كما اقترحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحاً إن بلاده اقترحت مبادلة 400 كيلوغرام من مخزونها من اليورانيوم المخصب في جزيرة كيش كمرحلة أولية. وقلل الوزير الإيراني، الذي حضر مؤتمراً أمنياً في البحرين، من شأن تهديدات الدول الغربية بتعزيز العقوبات على بلاده قائلاً إنها تحتاج نحو 15 مفاعلاً نووياً لتلبية احتياجاتها من الطاقة. يشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد اقترحت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي شحن إيران غالبية مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة لتحويله في فرنسا وروسيا إلى قضبان وقود نووي، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.