رغبت «هوندا» في أن تفاجئ زبائنها، كعادتها كل بضع سنين، وإطلاق طراز جديد يكون مثار اهتمام السائقين المحترفين الذين يهوون السيارات السريعة والجميلة معا. فقبل قدوم العام الجديد الذي أصبح على الأبواب تستعد هذه الشركة اليابانية التي تشتهر بتقنياتها المتطورة، والتي تنتج كل الآليات ابتداء من المولدات الكهربائية المدمجة التي يمكن نقلها، الخاصة بالمخيمات، إلى الطائرات النفاثة الصغيرة جدا الخاصة برجال الأعمال، مرورا بالدراجات النارية ومركبات «باغي» الصغيرة التي تستطيع العمل في الحقول والأراضي الوعرة، تستعد لإنزال سيارة جديدة محدودة الإنتاج تدعى «هوندا سيفيك آر ميوجين». ويدل الاسم على أنها ستكون امتدادا لسلسة «هوندا سيفيك آر» التي تميزت بجمالها وشكلها الرياضي وسرعتها العالية نسبيا. ويقول سائقو التجارب الذين تسنى لهم تجربتها على مضمار «هوندا» الخاص بالتجارب إنها ستكون أسرع من «فورد فوكس آر إس» التي حازت شهرة كبيرة، وأكثر مرونة وقدرة من «رينو ميغان الرياضية آر26 آر». السيارة طبعا هي من نوع «هاتشباك» مثل جميع طرازات «تايب آر». ويبدو أن اسم «ميوجين» مستمد من الشركة اليابانية المتخصصة بتوليف المحركات وتعزيز قوتها، وتنعيم وتسليس تشغيلها، وهي الشركة التي أسسها سوشيرو، ابن «هوندا» الذي يملك أغلبية أسهمها، ما يوحي بأن هذه السيارة الجديدة تعني ل«هوندا» ما تعنيه «أي إم جي» ل«مرسيدس».ولعل من أبرز مميزاتها محركها سعة اللترين الرباعي الاسطوانات والقادر على إنتاج 240 حصانا من القدرة المكبحية لدى دورانه بسرعة 8300 دورة في الدقيقة. وهو إنجاز مميز فعلا على صعيد القدرة على استخراج مثل هذه القوة الكبيرة من محرك صغير من دون الحاجة إلى شاحن توربيني. وهذه السيارة ذات مقعدين فقط، لكنها ليست من نوع ال«رودستر»، مع عجلات خفيفة الوزن جدا ورفارف وغطاء للمحرك ومصدات مصنوعة كلها من البلاستيك، مما يخفض وزن السيارة بنحو 105 كيلوغرامات، ويحسن من نسبة القوة إلى الوزن، وهو من الضرورات الأساسية للسيارات السريعة والاقتصادية معا. أما بالنسبة إلى مواصفات الدفع ونظام التعليق والمكابح فهي تضمن قيادة ممتازة في السرعات العالية، وقدرة على التوقف المفاجئ في أقصر مسافة ممكنة. وهي تتشبث في المنعطفات الحادة بالطريق من دون أن تزاح عنه. ولا يوجد شيء استثنائي في السيارة سوى أنها توفر راحة كلية للركاب سواء على الطرق العادية، أو أثناء التنافس على مضامير السباقات. وعلى الرغم من أن منافستها المحتملة، «فورد فوكس آر إس»، قد تكون أكثر قوة وسلاسة، فإنها لا تستطيع مجاراة ال«هوندا» في متعة القيادة بسيارة تعمل على الدفع بالعجلتين الأماميتين. فالهدير الصادر عن المحرك وحده لدى دورانه بين سرعة 5600 و8700 دورة في الدقيقة، أي عند الحدود القصوى، يحول دون أن ينسى قائدها تجربته الجميلة. وعلاوة على ذلك، فإنه على الرغم من أداء «فورد فوكس آر إس» العالي وسهولة قيادتها، فإن داخلها الذي تعوزه اللمسات الناعمة المتجانسة، واستهلاكها الكبير للإطارات، قد يشكلان عوامل أخرى في صالح ال«هوندا». وهذا ينطبق أيضا على السيارة المنافسة الأخرى «رينو ميغان آر26 آر» التي تضم مقعدين أيضا، مع خشونة في القيادة. لكن للأسف يبدو أن القليل سينعمون بقيادتها والتمتع بها لأنها ستكون مرتفعة السعر قليلا بالنسبة للمستهلك العادي ذي الميزانية المحدودة بعض الشيء، إذ إنها ستطرح للبيع بسعر 30 ألف جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، أو ما يعادل هذا السعر باليورو في سائر بلدان الاتحاد الأوروبي، خاصة بالنسبة إلى سيارة «هاتشباك» عادية ذات مقعدين فقط. وبذلك ستكون «هوندا سيفيك آر ميوجين» أغلى من «فورد فوكس» التي يبلغ سعرها حاليا 26395 جنيها إسترلينيا، ومن «رينو ميغان» التي يبلغ سعرها 24040 جنيها إسترلينيا. لكن «هوندا» تبرر هذا السعر المرتفع بالقول إنها ستكون محدودة الإنتاج ب25 سيارة فقط من دون أن توضح ما إذا كان هذا هو الإنتاج الكلي، أو السنوي. ويبلغ تسارع السيارة من نقطة الصفر إلى سرعة 60 ميلا في الساعة 5.8 ثانية ليبلغ سرعة قصوى تصل إلى 155 ميلا في الساعة. وهي مجهزة بناقل حركة يدوي سداسي السرعات.