في كل عام تسعى الشركات المصنعة للحقائب المدرسية لتقديم أحدث الأنواع والتشكيلات بألوانها المختلفة سعيا لجذب انتباه الطفل والاستفادة من بعض أسماء الشخصيات الكرتونية أو التي تظهر في برامج الأطفال ويتسابق الأطفال في هذه الأيام للتعبير عن حبهم وإعجابهم بتلك الشخصيات وخصوصاً الكرتونية منها التي يرونها على الشاشة الفضية وذلك من خلال اقتنائهم للحقائب التي تحمل صورا لتلك الشخصيات وفي منطقة الباحة تحولت الكثير من محلات الأزياء والمواد الغذائية إلى محلات مستلزمات مدرسية في ظل الإقبال الشديد على اقتناء تلك الحقائب والتفنن في عرضها وتقدم لها الدعايات ما يدفع بالطفل للضغط على الأبوين وإرهاقهما بحثا عنها في المحلات المختلفة. في البداية يتفق سعيد عطية وخالد أحمد على الدور الذي تلعبه الرسوم المتحركة في توجيه الأطفال نحو عملية الاختيار وتفاخرهم بين بعضهم بعضا فيما يرى عبدالله صالح أن بعض الأطفال يعشق السيارات والرسومات المختلفة مشيراً إلى أن كل تلك التوجهات ما هي إلا تعبير عن حبهم ورغبتهم، لأن يكونوا مثل هؤلاء. وشدد محمد أحمد الزهراني على أهمية توجيه الأطفال والحوار معهم حول بعض ما يعرض من حقائب تحمل أسماء وصوراً تخدش الحياء لا تتناسب وقيمنا وتقاليدنا التي نربي أبناءنا عليها. وتساءل عن الدور الرقابي الذي تقوم به الجهات المختصة نحو هذه الرسومات التي تملأ واجهات المحال التجارية، وكأن الأمر مجرد صور لا تحمل مضامين تنافي التعاليم الإسلامية. من جانبه, يعتقد المرشد الطلابي فؤاد قشموع أن ظاهرة الرسوم على الحقائب بدأت في الازدياد والانتشار بين الطلاب خصوصا في الصفوف الأولية محذراً من تلك الصور والرسومات الفاضحة التي قد تثير إعجاب الأطفال فتتحول إلى مشاهد ومناظر عادية مشيراً إلى أن بعض الرسوم لا ترمز لشيء محدد ولا تحمل مخافة شرعية صريحة فيما هناك صور غير واقعية ترمز إلى مخلوقات عجيبة وتعطي إيحاء للطفل بأنها موجودة وأحيانا يتعايش مع الفكرة على أنها حقيقة وهي غير ذلك وبين أن الأطفال يتقبلون النصح ومنهم من يغير حقيبته بعد أن يعرف المخالفة التي تحملها وأثرها السلبي عليه. ويؤكد معلم الصفوف الأولية أحمد الزهراني على أهمية التركيز على الجانب الصحي والآثار السلبية التي قد تنتج عن الحقائب المدرسية قائلاً سبق أن أطلعت على دراسة علمية صدرت سابقا عن وزارة التربية والتعليم في المملكة أوصت أولياء الأمور عند شراء الحقائب المدرسية أن تكون الحقيبة خفيفة الوزن وألا تكون أعرض من ظهر الطالب أو أطول منه وأن تكون ذات شريطين للحمل وأشار إلى أن الدراسة أكدت على مراعاة ألا يزيد وزن الحقيبة عن 15% من وزن الطالب ، وأن يتم حمل الكتب والدفاتر المطلوبة ليوم دراسي واحد فقط. معلم الصفوف الابتدائية علي الغامدي أبدى تخوفه من بعض أنواع الحقائب وما قد تسببه من أضرار صحية على الأطفال قائلاً إن تحديد وزن الحقيبة لا يكون كافياً للوقاية من آلام الظهر فشكل الحقيبة والمدة التي يجب حمل الحقيبة خلالها والحالة الصحية وغيرها هي عوامل مهمة يجب أخذها في الاعتبار مؤكدا أن على الوالدين والمدرسين أن يراعوا أن تكون في حدود الأوزان المسموح بها وألا تحتوي على أغراض ثقيلة مثل الكومبيوتر المحمول والكتب الثقيلة وغير ذلك .