ساد التراجع الأسواق العربية الكبرى الأربعاء، حيث سقطت السوق السعودية ضحية خسائر كبيرة طالت أسهم قيادية، وخاصة في القطاع البتروكيماوي، وترافق ذلك مع تراجع في السوق الكويتية، الذي أصر الخبراء على حسن التداولات فيها، بينما منيت الأسواق القطرية والمصرية والأردنية بخسائر متفاوته. وفي السعودية، كان تراجع المؤشر كبيراً، حيث فقدت السوق 15 نقطة تعادل 1.55 في المائة من قيمتها، لتستقر عند مستوى 9581 نقطة، وذلك مع الخسائر التي أصابت أسهماً مؤثرة في قطاعات "الصناعات البتروكيماوية" و"التطوير العقاري" و"الزراعة" و"الاسثمار." وسجلت السوق تداولات لم تجاوز 7.5 مليارات ريال، مقابل 178 مليون سهم، جرى تداولها من خلال أكثر من 205 آلاف صفقة، شملت 178 مليون مليون سهم، كان لأسهم "الإنماء" و"زين" وكيان" و"سابك" و"بترورابغ" النصيب الأكبر منها، وكان لخسائر "بترورابغ"، الذي تراجع 2.79 في المائة و"سابك"، الذي فقد 2.15 في المائة من قيمته، الدور الأكبر في خسائر المؤشر. ومن بين 121 سهماً جرى تداولها خلال الجلسة، اقتصرت الأسهم الرابحة على 12، حل في مقدمتها "ميدغلف للتأمين" و"أسيج" و"الكابلات"، في حين قادت أسهم "الصقر للتأمين" و"بي سي أي" و"أنعام القابضة" قائمة الأسهم المتراجعة التي شملت 100 سهم. وفي أبرز أخبار السوق، أعلنت مجموعة "سامبا" المالية أنها قررت عدم السير في تقديم مشروع لشراء حصة 67 في المائة من بنك القاهرة. وفي الكويت، أقفل مؤشر سوق الأوراق المالية على تراجع قدره 56 نقطة مع نهاية التداولات، ليستقر عند مستوى 15598 نقطة، فاقداًَ 0.36 في المائة من قيمته، في حين تراجع المؤشر الوزني 6.64 نقطة إلى مستوى 778 نقطة. وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 436 مليون سهم بقيمة 198 مليون دينار كويتي موزعة على 10761 صفقة نقدية، تركزت على أسهم "مجموعة الصفوة القابضة" و"الشبكة الآلية للتوزيع" و"الأهلية القابضة" و"ألافكو لتمويل شراء وتأجير الطائرات" و"الأرجان العالمية العقارية. وارتفع مؤشر قطاع واحد من أصل ثمانية، وهو مؤشر "العقار" في حين تعرضت قطاعات "الاستثمار" و"البنوك" و"الشركات غير الكويتية" لأكبر تراجع. وحقق سهم شركة "دبي الأولى للتطوير العقاري" أعلى مستوى بين الأسهم المرتفعة، متقدماً على "تنظيف" و"أرجان"، في حين سقطت أسهم "مجموعة الخصوصية" و"دولية للتمويل" و"سفن" ضحية أكبر الخسائر. وحول مسار السوق، أشار فهد شريعان، نائب مدير عام شركة الاتحاد للوساطة المالية في حديث لموقع CNN بالعربية إلى إن المؤشر السعري بلغ مستويات مرتفعة، بحيث ما عاد التحرك يؤثر على مستوياته إلا إذا تجاوز 250 نقطة. ولفت شريعان إلى أن خسائر السوق في جلسة الأربعاء لم تتجاوز 56 نقطة على المؤشر السعري، وبلغت في أقصى ارتفاعها 103 نقاط، خالصاً بالتالي إلى اعتبار أن السوق متماسكة ومدعومة بالعديد من الأسهم التي أنهت مراحل جني الأرباح وعادت إلى أجواء التداول. ورفض الخبير المالي الحديث الذي يتردد في التقارير الإعلامية حول توجّه المستثمرين نحو "أسهم رخيصة" لرفع السوق، قائلاً إن التسمية غير علمية على المستوى الفني، إذ يجب أن تكون "أسهم قليلة الأسعار"، باعتبار أن التسمية الأولى تفترض بأن الشركة مسعّرة بأعلى من قيمة أسهمها. وبرر شريعان الحركة على الأسهم القليلة القيمة بتفاؤل المستثمرين بمستقبل السوق، خاصة مع اقتراب مطلع الربع الثالث من العام، والذي قد يشهد اختراق المؤشر السعري حاجز 16 ألف نقطة. واعتبر أن الزيادة الأخيرة على الرواتب تعكس مرحلة التوافق السياسي الجديدة في البلاد، والتي ستنعكس إيجاباًَ على السوق. وفي الإمارات، كبحت سوق دبي اندفاع تراجعها، لتقتصر خسائر جلستها على أربع نقاط تعادل 0.09 في المائة من قيمة مؤشرها الذي أغلق عند 5454 نقطة، مع مراوحة سهم "إعمار" مكانه دون تراجع، وتحقيق سهم "بنك دبي الإسلامي" بعض التقدم. وشهدت الجلسة تداول 937 مليون درهم مقابل 250 مليون سهم، وذلك من خلال 7936 صفقة، تركزت على أسهم "دبي للاستثمار" و"مصرف عجمان" و"إعمار" و"العربية للطيران" و"الخليج للملاحة" التي تراجعت جميعها، باستثناء "إعمار." وحصدت أسهم "غراند" و"الأسمنت الوطنية" و"الفردوس" أكبر المكاسب خلال الجلسة، في حين تعرضت أسهم "مصرف عجمان" و"بنك السلام - السودان" و"جيما" لأقسى الخسائر على التوالي. أما في أبوظبي، فقد فشل المؤشر في الثبات أسوة بدبي، فتراجع 38 نقطة تعادل 0.77 في المائة من قيمته، ليستقر عند مستوى 4960 نقطة وسط تداولات فاقت المليار درهم مقابل 174 مليون سهم. وكانت أسهم "ميثاق" و"الدار" و"صروح" و"دانة" و"أسمنت رأس الخيمة" التي تراجعت جميعها، باستثناء السهم الأول الذي ارتد صعوداً بعد خسائر الثلاثاء. واستمر التراجع لجلسة جديدة في السوق القطرية، حيث خسر المؤشر 49 نقطة الأربعاء، تضاف إلى 157 نقطة كان قد خسرها الثلاثاء، ليستقر عند 12087 نقطة، بخسارة 0.40 في المائة من قيمته. وسجلت التداولات تراجعاً كبيراً، إذ اقتصرت على 517 مليون ريال مقابل 10 ملايين سهم، وذلك من خلال 7214 صفقة، كان لأسهم "الريان" و"ناقلات" و"الخليج الدولية" النصيب الأكبر منها، وقد مالت كلها للتراجع. واستقر المؤشر البحريني عند 2842 نقطة، وذلك بتراجع 9.20 نقطة تعادل 0.32 في المائة من قيمته، في حين تراجع المؤشر العُماني 37 نقطة إلى مستوى 11512 نقطة، فاقداً 0.32 في المائة من قيمته. وتعرض المؤشر المصري لضربة قوية، أفقدته 1.55 في المائة من قيمة مؤشر CASE 30، الذي أغلق على 10147 نقطة، مع تراجع أسهم مهمة، في حين أغلق المؤشر الأردني عند 4780 نقطة، بخسارة 0.51 في المائة من قيمته، وسجلت السوق الفلسطينية 698 نقطة، بتراجع طفيف بلغ 0.93 نقطة.