في مؤتمر صحفي عقد بواشنطن طالب حقوقيون دوليون وضباط في الجيش الامريكي وشخصيات مدافعة عن حقوق الانسان وممثلون عن المضربين عن الطعام أمام البيت الابيض طالبوا الرئيس الامريكي بالتدخل لوقف الازمة الانسانية في أشرف والقيام بالعمل طبقاً لتعهدات الحكومة الأمريكية. وتكلم في هذا المؤتمر الذي عُقد يوم الخميس 3 من ايلول الجاري بموازاة اليوم الثامن والثلاثين من اضراب واعتصام عوائل سكان أشرف والايرانيين أمام البيت الابيض الذين يدعون أمريكا الى الالتزام بتعهداتها بشأن حماية أشرف ومنع وقوع جريمة ضد الانسانية، تكلم كل من استيفن اشنيبام محامي عوائل سكان أشرف في أمريكا واللواء باول وللي والعقيد غري مورش كان يعمل ضمن الجيش الامريكي في أشرف عام 2004 وبروس مك كولم مدير سابق لمؤسسة فريد هاوس والدكتور فيروز دانشكري رئيس قسم اورولوجي في مستشفى جامعة كيس وسترن وحميد كودرزي العالم الأقدم في الدراسات من مدينة سان انطونيو بتكزاس الذي يعيش منذ ثمانية وثلاثين يوماً في الاضراب عن الطعام أمام البيت الابيض. وأكد البروفيسور اشنيبام محامي عوائل سكان أشرف في أمريكا في جانب من كلمته قائلاً: موقف أمريكا أنه لا تعهد على عاتقها تجاه سكان أشرف غير صحيح بوضوح. كون أمريكا تتحمل مسؤولية تجاه سكان أشرف ويجب أن تلتزم بها وذلك حسب الاتفاق الذي وقعته مع أفراد أشرف فرداً فرداً وكذلك بموجب المادة الخامسة والاربعين من اتفاقية جنيف الرابعة وقانون العرف الدولي. ورفض محامي عوائل سكان أشرف في أمريكا مزاعم العراقيين القائلة بأن الحكومة العراقية أرادت فتح مركز للشرطة في أشرف وقال من أجل فتح مركز للشرطة انكم لستم بحاجة الى 2200 شرطي وجندي مدججين بالسلاح ومزودين بعجلات همفي تدهس الافراد، مضيفاً: الرهائن الستة والثلاثون محتجزون بشكل غير قانوني لأن قاضياً عراقياً أصدر قراراً لاطلاق سراحهم.. وأما العقيد غري مورش الذي كان رابطاً في الجيش الامريكي مع المجاهدين في أشرف فقد قال في كلمته: انني أتكلم اليوم بصفتي عسكرياً ولا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن يكون جيشنا متفرجاً ولم يقم بعمل ما لمنع المذبحة.. ولو كنت هناك لما امتثلت الأمر.. وأضاف: «انني أناشد رئيس الجمهورية وبلدي العمل بمسؤوليتهما تجاه حماية سكان أشرف.. واذا ما تحركت الحكومة بشكل سريع وتم الإفراج عن الرهائن الستة والثلاثين فبامكاننا أن نضع حداً للاضراب عن الطعام.. فهؤلاء أصدقاؤنا». اللواء باول وللي الذي تحدث في المؤتمر عبر اتصال هاتفي قال: الرئيس اوباما ومن خلال التخلي عن المسؤولية والاكتفاء بالمراقبة فقط يرتكب خطأ أكبر.. فالصور المسجلة التي تظهر الاعتداء على الرجال والنساء في أشرف كانت مماثلة لهجمات قوات الحرس الايراني في شوارع طهران وهذه كلها تحدث ونحن نراقب.. فعلينا أن نحث الحكومة العراقية على اطلاق سراح المحتجزين الستة والثلاثين.. فالجيش الامريكي يجب أن يبقى حافظاً وحامياً لسكان أشرف حتى لا يمكن أن تستمر القوات العراقية بالعمل وفق أوامر تصدر لهم من طهران. بروس مك كولم المدير السابق لمؤسسة فريدم هاوس هو الآخر تحدث وقال: أعرب الرئيس اوباما في رده على رسالة البرلمانيين الاوربيين عن قلقه حول الوضع في أشرف وكان قد ضمن بأن الولاياتالمتحدة ستقوم كل ما بوسعها لحماية سكان أشرف. فهل كان قصده هذه اللقطات التي شاهدناها نحن؟ وأضاف مك كولم قائلاً: اننا نرى تصاعد الاضرابات عن الطعام في عموم العالم فيجب ايجاد حل لوضع أشرف حتى تنتهي هذه الأزمة. بدوره قدم الدكتور فيروز دانشكري رئيس قسم اورولوجي في جامعة كيس وسترن ايضاحات حول الوضع الصحي للمضربين عن الطعام وقال: انهم يعيشون حالة خطرة. مضيفاً أنه من المقرر أن يتحدث الرئيس اوباما الاربعاء المقبل حول خطته للضمانات الاجتماعية.. ولذلك سنواجه اليوم كارثة طبية أمام البيت الابيض. حميد كودرزي العالِم الأقدم في الدراسات من مدينة سان انطونيو في تكزاس الذي كان يتكلم نيابة عن المضربين عن الطعام قال في كلمته: «انني بدأت الاضراب عن الطعام منذ 38 يوماً وأعاني من ضعف شديد جسمياً ولكن معنوياتي عالية جداً.. لم أكن أظن أنني أترك ايران في يوم ما وأحل في أمريكا على بعد 50 متراً أمام البيت الابيض لأقوم بالاضراب عن الطعام. مضيفاً: «على الرئيس اوباما أن يرسل مبعوثاً إلى المضربين عن الطعام لكي يطلع على مطالبهم.. اننا نطالب باطلاق سراح الرهائن الستة والثلاثين وفتح مركز مراقبة دولية في أشرف.. نحن المضربين عن الطعام نواصل اضرابنا عن الطعام حتى تحقيق هذه المطالب..». هذا وشارك كل من بهزاد صفاري المستشار القانوني لسكان معسكر أشرف والدكتور جواد احمدي الجراح في مستشفى أشرف (شاركا) هاتفياً في المؤتمر وقدما ايضاحات. وقال الدكتور احمدي ان وضع المضربين عن الطعام في أشرف مترد جداً حيث تدهورت الحالة الصحية للمصابين منهم بجروح خلال هجمات تموز الماضي فهناك حوالي مئتي شخص يعانون من جراحات في غشاء المخ على أثر الضربات التي وجهتها القوات العراقية. وبشأن الرهائن الستة والثلاثين قال الدكتور احمدي انهم يعيشون حالة خطرة حيث فقد البعض رؤيتهم كما يعاني البعض الآخر من التهابات وحمى شديدة. وأما بهزاد صفاري المستشار القانوني لمخيم أشرف فقد قال في كلمته: الوضع في أشرف متأزم جداً ومتوتر للغاية حيث هناك 1500 من قوات الشرطة والجيش العراقية داخل وخارج معسكر أشرف وتختلقون ذرائع لعرقلة التنقلات داخل المعسكر ودخول المواد الغذائية والادوية والاطباء الى أشرف مؤكداً أنه من الضروري أن تتدخل الحكومة الامريكية منعاً لوقوع كارثة أنسانية أخرى في أشرف. وشارك في المؤتمر مراسلون من عدد من الوكالات ووسائل الاعلام الإخبارية الامريكية والدولية بما فيها قناة اي بي سي و سي بي اس وسي ان ان وقناة صوت أمريكا واسوشيتدبرس وصحيفة كريسيتين ساينس مونيتور وواشنطن تايمز وكروير دلاسرا الايطالية ويويوموري اليابانية وأعدوا تقارير عن وقائع المؤتمر.. وفي تقرير لها عن مؤتمر واشنطن كتبت رويترز تقول: يطالب المتحدثون باسم المضربين عن الطعام أمام البيت الابيض الرئيس اوباما بايجاد حل للأزمة الانسانية في مخيم أشرف.. وكتبت رويترز في الثالث من ايلول إنه وفي اليوم الثامن والثلاثين من اضراب الطعام أمام البيت الابيض الذي جاء احتجاجاً على استمرار حصار أشرف في العراق طالب المتحدثون باسم المضربين عن الطعام في مؤتمر صحفي لهم الرئيس اوباما بأن يتدخل وينهي هذه الأزمة الانسانية في أشرف حيث يقيم 3400 من أعضاء مجاهدي خلق وعوائلهم..