عندما نتناول التاريخ القديم لأحياء مكةالمكرمة يبقى حى الهجلة أحد الشواهد الرئيسية للأحياء رغم صغر مساحته كونه يقع بين جبلين على إمتداد وادى ابراهيم الخليل إلا أنه أحتفظ بمكانته التاريخية لتميزه بعدة أمور ومواقع منها وجود مسجد سيدنا حمزة وجزء من جبل عمر الموقع الذى ولد فيه سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه والذى لايزال فى الموقع يحمل نفس المسمى. ويقع حى الهجلة فى واجهة شارع ابراهيم الخليل للقادم من المسجد الحرام متجهاً جنوبا، وباتجاهنا شمالا صوب المسجد الحرام نجد حي الهجلة الذي كان يطلع عليه سوق الحطب، حيث يتوافد عليه سكان مكةالمكرمة من كافة أحيائها لشراء الحطب الذي يستخدمونه في عمليات الطبخ وتحضير الأطعمة داخل البيوت والمطاعم، وقبل أن نصل إلى أبواب الحرم المكي الشريف نتوقف على بعد أمتار منه لنجد أننا في منطقة يقال لها مسيال الهرساني، والمسيال في اللغة هو مجرى السيل، أما الهرساني فكان شيخ المطوفين بالقرب من هذا المسيال، وهناك السقيفة التى كانت عبارة عن مظلة يرتاح تحتها الناس بعد خروجهم من المسجد الحرام حيث يوجد عدد من باعة البليلة واللقيمات حتى عهد قريب قبل عقدين ونيف وهناك زقاق البخارية ونسب إلى البخارية الذين قدموا من بخارى واستوطنوا هذه المنطقة ، كما يوجد في هذا الزقاق منازل لا تتجاوز علوها الطابقين وقد أزيلت ضمن التوسعة التي شهدتها هذه المنطقة وغيرها من المناطق المحيطة بالمسجد الحرام ، كما يوجد عدد من الأربطة التى يسكنها بعض الأرامل والأيتام ومن أشهرها رباط البخارية. ويقول عمدة حى الهجلة محمود سليمان بيطار أن الحى له قيمة إجتماعية كبيرة لدى أهالى مكة حيث أشتهر سكانه بالكرم ويتميز بوجود عدد من المراكيز التى لا يزال بعضها قائماً رغم مشاريع التوسعة والعمران، وحرص ملاك العقارات على إستثمارها لصالح مشاريع البناء، لافتا إلى أن سعر متر الأرض حى الهجلة يعتبر الأغلى على مستوى العالم، ولم يعد فيه موقع للبيع حالياً. ويضيف عمدة الهجلة أن الحى له مجلس يضم عددا كبيرا من الأكاديميين ولجان لإصلاح ذات البين وحل المشاكل الأسرية والإجتماعية والصلح بين المتخاصمين، وأمتاز أهاليه فى السنوات الأخيرة بإقامة حفل سنوى لتكريم أبناء الشهداء والأيتام ، ومد يد العون للفقراء والمساكين والمحتاجين.