قدّر الله سبحانه وتعالى أن تكون مكة والبيت الحرام في واد منخفض من الأرض تُحيط بها الجبال من جميع جهاتها، فجبال خندمة من الشرق، وقعيقعان من الناحيتين الشمالية والشمالية الغربية، وجبل عمر من الناحية الغربية ويخترقها وادي إبراهيم عليه السلام من الشمال إلى الجنوب، وهي بهذه الصورة مدينة محصنة تحصيناً طبيعياً وفّر لأهلها أمناً واستقراراً. وجبال الخنادم الحصن الجبلي لمكة من الناحية الشرقية تبدأ من جبل أبي قبيس الذي يبلغ ارتفاعه 820 متراً ويطلق عليه الأمين. وفي قصة الفيل عندما قدم أبرهة لهدم البيت، أرسل إلى عبد المطلب وأخبره بنواياه، فردّ عليه الزعيم القرشي بقوله أنا ربُ إبلي وللبيت ربٌ يحميه، فعلم من أبرهة إصراره على مهاجمة الكعبة فخرج عبد المطلب إلى قريش في مكة وأخبرهم الخبر فصعدوا قمم الجبال المحيطة بمكة خوفاً من أبرهة وجيشه لمراقبة ما يحدث لكعبتهم. و ذكر الدكتور فواز بن علي الدهاس المشرف على وحدة المتاحف بجامعة أم القرى أنه في العام الثامن عندما دخل صلى الله عليه وسلم مكةالمكرمة أعلن حالة عدم التجوّل، “من دخل المسجد الحرام فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن” ، فا ستجاب أكثر الناس لذلك عدا نفر قليل من شباب قريش الذين أبوا إلا أن يصعدوا على قمم جبالها ليراقبوا الحدث وعلى رأسهم صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسُهيل بن عمرو وغيرهم ليتخذوا من خندمة نقطة لمهاجمة المسلمين وكان رجل يقال له حماس بن قيس بن خالد أحد بني بكر يُعدُ سلاحاً فقالت له امرأته لمن تُعدّ هذا السلاح ؟ فأجابها : لمحمد وأصحابه فقالت له ما أرى أن يقوم لمحمد وأصحابه شيء فقال والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم أي ان اجعل منهم خدما لك وعندما هزمهم خالد بن الوليد أسرع حماس حتى دخل بيته وأغلق عليه بابه ، فقالت له زوجته : أين ماكنت تقول ؟، فردّ عليها شعراً: إنك لو شهدتنا بالخندمة إذ خرّ صفوانَ وفرّ عكرمة واستقبلتنا بالسيوف المسلمة يقطعنا كل ساعد وجمجمة ضرباً فلا تسمع إلا غمغمة لهم نهيبُ خلفنا وهمهمة لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة