بنجاح يضاف لنجاح انطلاق حلقتين مضت، تصدت حلقة أمس من المسلسل المحلي “شعبان في رمضان” لقضية اجتماعية قوية سيطرت على بعض تصرفات أفراد المجتمع، إذ تُعتبر الإشاعة بأنها تحمي تحت جنحها صفات وخصال ليست أقل سوء أو ضررا، ومن هذه الصفات “نقل الإشاعة مع زيادة فلافل”، كما منها التجسس المنهي عنه شرعا، وقد نجح بطل المسلسل وفارسه “شعبان” في كشف حقيقة فراش الشركة الذي بدأت عليه علامات الاهتمام البالغ بنقل خبر سمعه (بتجسس) على أحد زملاء شعبان حول وفاة شخص ما، بينما والدة شعبان متوعكة، فقام ذلك الفراش بنشر خبر وفاة والدة شعبان كخبر عاجل على جميع موظفي العمل وأهل الحارة!. كما عالجت خطوط هذه الحلقة موضوع “غيرة الزوجات” وسوء استسلامهن للكثير من الشكوك المهلكة والظنون القاتلة، متجاهلين العواقب على الزوجة وعلى الأسرة، وبالتالي على المجتمع بكل شرائحه. وتتنوع الأحداث الأكثر عمقا في الحلقة الثالثة من “شعبان”، فتعالج مسالة أهمية تذكّر أن “الدين يسر”، وتحيط بالاهتمام المفيد بنصائح الأطباء لمن يريد أن يصوم ويعاني من مرض ما، إذ تظهر والدة شعبان (انتصار الشراح) أثر ذلك من خلال دورها وعنادها وإصرارها على الصيام وإخفاءها صومها عن أفراد الأسرة وعلى ابنها شعبان الحريص على سلامتها برا بها، وهكذا تتواصل المعالجة الاجتماعية الناجحة والغير مباشرة في هذا المسلسل حتى تصل بالمشاهد إلى نكهة الترابط الاجتماعي بين الأسر والجيران، خصوصا كبار السن، إذ أن والدة شعبان طريحة الفراش بسبب صيامها المنهي عنه لمرضها وإعادة جاراتها لها ومبادلتهن الحديث الشيق الملئ بالكثير من المودة التي ينصب تأثيرها الإيجابي نفسيا وعقليا وجسديا على المريض وتساعد بعد الله في تعجيل شفاءه. من هنا يأتي تأكيد ما يتناقل على ألسن بعض مشاهدي قناتنا الأولى ومتابعي أحداث ومشاهد المسلسل منذ أول حلقة له، إذ أن العمل المتأصل في تفاصيلنا والمنغمس في آلامنا، يبقى جدير بمتابعتنا وحرصنا على الاستنتاج التفاعلي لما سيكون من أحداث ومعالجة سنراها ضمن الحلقات المقبلة، وهذه خصلة فريدة تربط المشاهد بالعمل، أيّ عمل كان، ولأنها الخصلة الأكثر غيابا عبر ما تبثه القنوات العربية، نجدها تجسّدت بثبات مشوق في ما يبثه تلفزيوننا بقناته الأولى، إذ أنها الأكثر قربا والتصاقا بالمشاهد المحلي والخليجي والعربي. فمسلسل “شعبان في رمضان” هدية نجح إعلامنا في إيصالها للمجتمع، ففي ذلك قوة المسار ونقاء الهدف السامي وتأكيدا قويا فاعلا لهوية الفرد السعودي ومجتمعه وإعلامه الهادف، وتجلت بوضوح صلة التلفزيون السعودي بالمشاهد، ولا غرابة في ذلك متى علمنا أن أبطال أي عمل محلي إنما هم أفراد من هذا المجتمع ورسالتهم تتضح مما يحرصون على تقديمه لنا خصوصا في شهر فضيل كريم هو شهر رمضان المبارك.