يلاحظ المتابع للأعمال الدرامية الاختفاء الواضح للأعمال الدينية والتي يحكي بعضها عن السيرة الذاتية لبعض الرجال المشاهير الذين كان لهم دور كبير ومؤثر في الدعوة الإسلامية أو الحروب أو الفقه ونحوه، خاصة تلك الاحداث التي برزت في القرن الأول للدعوة الإسلامية. وتركزت الأعمال الدرامية على القضايا الاجتماعية المعاصرة أو السياسية ونقصد هنا التراجيدية سواء المتسلسلة الأجزاء أو غيرها وكذلك الأعمال الكوميدة التي تناثرت في الفضائيات. وانحسار الأعمال الدينية يأتي في ظل عدم تنفيذها إخراجياً بالشكل اللائق وافتقار المخرجين والمنتجين للآلية التي تضع المشاهد في أجواء العمل كما لو كان حقيقة، كما أنَّ التناول السطحي والاعتماد على مصادر دون أخرى ساعد أيضاً على أفول نجم المسلسلات الدينية التي كانت التلفزيونات تضعها كشريان رئيسي في خارطتها الرمضانية. وربما كان لرغبة المعلن دور في هذا الشأن إلى جانب اعتذار النجوم عن اللعب في هذه المناطق لحساسيتها أضف إلى ذلك عدم اتقان الممثلين والممثلات للغة العربية الفصحى وحدوث أخطاء لغوية (صارخة) لفتت انتباه المشاهدين فافتقدت هذه المسلسلات قيمتها وحظوتها ومتابعتها حتى اختفت.