العمر والوراثة، عاملان لا يمكن التحكم فيهما، فمن المعروف ان الإصابة بمشاكل القلب تزداد مع التقدم بالعمر، كما أن الوراثة تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بمثل هذه الأمراض، وفي هذا الصدد، نجح علماء في تحديد عامل وراثي جديد يشرح سبب نمو أحجام قلوب بعض الأفراد بشكل غير سوي، وهي حالة قد تسفر عن تعرض صاحب الحالة إلى نوبة قلبية. وأشار علماء إلى أنهم تمكنوا لأول مرة من ربط القلوب المتضخمة الحجم بأحد الجينات يسمى "أوستيوجليسين"، مؤكدين أن نتائج بحثهم ربما تعني التوصل إلى علاجات جديدة لتضخم القلب. ومن خلال التجارب التي أجريت على بعض القوارض و30 شخصاً، اتضح أن جين "أوستيوجليسين"، الذي لم يسبق أن رُبط بوظيفة القلب، مسئول عن ضبط نمو غرفة الضخ الرئيسية في القلب وهي البطين الأيسر، وعندما يتصرف الجين بطريقة غير سوية، فإن حجم القلب قد يتعرض للتضخم، مما يزيد خطر تعرض صاحبه إلى أمراض قلب عادية إضافة إلى نوبات قلبية. وخلص فريق البحث إلى أن تخفيض ضغط الدم يظل في الوقت الحالي العلاج الوحيد المتاح، مؤكدين أن التمارين الرياضية المجهدة وارتفاع ضغط الدم والسمنة قد تؤدي إلى نمو حجم القلب بصورة غير سوية، طبقاً لما ورد بموقع "بي بي سي". وأكدت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يولدون لآباء مصابين بقصور في القلب تزيد لديهم احتمالات الإصابة بنفس الحالة المرضية. وبحث الأطباء ما إذا كان تاريخ إصابة الوالدين بقصور يزيد من مخاطر ضعف أداء البطين الأيسر للقلب أو يكشف عن وجود قصور في القلب لدى الأبناء. وذكر الباحثون أن أبناء الآباء المصابين بقصور في القلب يواجهون معدلات وأبعاد مرتفعة لزيادة اختلال البطين الأيسر عنه بالنسبة للأبناء الذين لم يصب آباؤهم بقصور في القلب. وفي هذا الصدد، اكتشف فريق من العلماء بجامعة إيموري الأمريكية بأتلانتا جيناً وراثياً مرتبطا بزيادة ملموسة في مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، ويوجد هذا التركيب الجيني في كروموزوم الخلية المعروف ب"9p21" . ومن خلال الدراسة التي أجريت في مؤسسة "ديكود جينيتكس" للأبحاث الجينومية بأيسلندا، اتضح أن الأفراد الذين يحملون هذا التركيب الجيني هم أكثر عرضة بنسبة 16.4% للإصابة بنوبة قلبية "إخلال عضلي قلبي"، كما أنهم أكثر تعرضاً بمقدار الضعفين للإصابة بنوبة قلبية في وقت مبكر من حياتهم، أي قبل الخمسين للرجال وقبل الستين للنساء، مقارنة بالأفراد الذين لا يحملون هذا التركيب الجيني. وأوضح العلماء أن 21% من الأفراد المنحدرين من أصول أوروبية يحملون نسختين من هذا التركيب الجيني، نسخة واحدة من الأب وأخرى من الأم، وهما يوجدان في كروموزوم "9p21". ومن جانبه، أوضح الدكتور أرشد قيومي أخصائي القلب بجامعة إيموري ، أن التركيب الجيني الذي اكتشف ارتباطه بالنوبات القلبية يؤشر على آلية بيولوجية رئيسية تزيد مخاطر الإصابة بشكل ملموس. يذكر أن الإخلال العضلي القلبي هو عطب أو موت لأنسجة القلب، وينجم عن انقطاع وصول الدم إلى القلب، وهو السبب الرئيسي للوفاة في دول العالم الصناعي. البدانة مشكلة وراثية نجح باحثون بريطانيون في كلية الطب التابعة لجامعة اوكسفورد في تحديد المورثة المسؤولة عن البدانة، مؤكدين أنهم توصلوا إلى تحديد نسختين من هذه المورثة لدى الاشخاص البدينين. وبينت الدراسة التي أجريت علي أكثر من 40 ألف شخص، أن احتمال الإصابة بالبدانة لدي من يحملون هذه المورثة تصل إلى 70% مقارنة مع الأشخاص الذين ليست لديهم المورثة. وتبين للباحثين أن الأشخاص الذين لديهم هذه المورثة يزيد وزنهم بمعدل حوالي 3 كجم عن الاخرين. ورغم أهمية أسلوب الحياة في الاقلال من احتمال إصابة الشخص بالبدانة إلا أن الأشخاص الذين لديهم هذه المورثة سيواجهون صعوبة في تخفيض وزنهم. سعادتك وإصابتك بالبرد سببها جيناتك توصل فريق من العلماء الاميركيين إلى 6 جينات مسؤولة عن تكرار وقوع الانسان فريسة لنوبات البرد المتكررة خاصة أثناء فصل الشتاء. ورأى العلماء ان التوصل لاكتشاف هذه الجينات وتأثيرها يسهم بشكل كبير في امكانية الوقاية من نزلات البرد وتطوير عقاقير طبية فعالة في القضاء على المرض. وأجري الخبراء فحوصات على الحمض النووي وجينات اكثر من 421 شخصا في نحو 39 اسرة حيث سجل المشاركون في الدراسة عدد مرات اصابتهم بنزلات البرد ومعدل تكرارها، كما تم اخذ عينات لتحليل مدى اصابة المشاركين بفيروس "اتش اس في – 1" المسبب لاشد انواع نزلات البرد. وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يحملون الجينات الستة التي تم التوصل اليها كانوا أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد خاصة الناجمة عن فيروس "اتس اس في -1". و كشف باحثون اسكتلنديون واستراليون أن الجينات الوراثية تتحكم بمزاج المرء فتجعله إما سعيداً أو بائساً، لأن الشخصية والسعادة في نظرهم أمران متصلان ببعضهما بفعل الوراثة. وأوضح الباحثون في جامعة أدنبره باسكتلندا ومعهد الابحاث الطبي في استراليا أن السعادة لها علاقة بالجينات الوراثية، وأن هذا العامل يلعب دوراً هاماً في تكوين شخصياتهم، مشيرين إلي أن هؤلاء لايميلون بطبعهم إلي الكآبة بل الانفتاح علي الآخرين والاختلاط بهم. وبحسب الدراسة -التي نشرت في مجلتي "العلوم النفسية"، و"جمعية علم التحليل النفسي"- جمع العلماء معلومات عن أكثر من 900 توأم تتعلق بأمزجتهم وركزوا علي الميزات الشخصية التي تجعلهم سعداء أكثر من غيرهم. وأشار الدكتور الكسندر ويس من جامعة أدنبره، إلى أن نتائج الدراسة أظهرت أن الاختلافات بين الناس تصل إلي 50% عندما يتعلق الامر بالسعادة أو الشقاء، وأنه يجب عدم الاستهانة بأمور أخري قد تؤثر علي أمزجة البعض مثل العلاقات الاجتماعية وأمور الصحة والعمل.