قام علماء وكالة الفضاء الأميركية بخطوة غير مسبوقة الجمعة، حيث علقوا اختبارات كانوا يجرونها على تلسكوب "هابل" الفضائي لتوجيه كاميراته نحو كوكب المشتري، لتصوير تجويف حديث تكّون على سطحه لأسباب غامضة. وتعد الصورة أول وأوضح ما يلتقطه التلسكوب بعد عملية تصليحه وتطويره في مايو/أيار الماضي، وهي أفضل ما يمتلكه العلماء اليوم حول التجويف الغامض الذي يُعتقد أنه ناجم عن اصطدام مذنب أو كويكب سيار بسطح المشتري. يشار إلى أن الرصد الأول للتجويف جرى الاثنين من قبل مرصد استرالي لاحظ وجود بقعة داكنة غير مألوفة على الكوكب، وقد توجهت معظم المراصد الأرضية نحو المشتري لدراسة الظاهرة، غير أن فرص "هابل" لالتقاط صور واضحة أكبر بكثير من فرص مراكز الفلك الأرضية بسبب وجوده خارج الغلاف الجوي. وتنبع أهمية الحدث من واقع أنها المرة الثانية التي يرصد فيها العلم الحديث في تاريخه اصطدام مذنب أو كويكب بالمشتري، الذي يعتبر أكبر كواكب مجموعتنا الشمسية. وقد اهتمت ناسا بتصوير البقعة لأن شكلها يتبدل باستمرار بحسب الظروف المناخية على الكوكب. ورغم "المهمة الطارئة" التي نفذها "هابل" إلا أنه لن يعود لممارسة مهامه بشكل كامل قبل نهاية الصيف الجاري، خاصة وأن كاميراته الجديدة ما تزال تخضع للبرمجة، غير أن "ناسا" اعتبرت أن حدث المشتري مهم لدرجة تتطلب قطع فترة التجارب لرصده. وقالت آمي سايمون ميلر، من مركز مراقبة الفضاء التابع لناسا في ولاية مريلاند إن قرار الوكالة بتصوير المشتري يأتي بسبب "ندرة حدوث تطور مماثل يشار إلى أن الغلاف الجوي للمشتري مكون من الهيدروجين بنسبة 86 في المائة، ومن الهيليوم بنسبة 14 في المائة، مع كميات صغيرة من الماء والميثان والفوسفين والأمونيا والكربون، وهو ما يتسبب في ظهور الغلاف بألوان متنوعة. ويعادل قطر التجويف الظاهر على سطح المشتري قطر كوكب الأرض نفسه، رغم أن العلماء يرجحون بأن المذنب أو الكويكب الذي تسبب به لا يتجاوز حجمه 50 إلى مائة ميل، ويسير بسرعة تتراوح ما بين 60 إلى 100 كيلومتر في الثانية. ويقع التجويف الجديد قرب القطب الجنوبي للكوكب. يشار إلى أن تلسكوب هابل موجود في الفضاء منذ عام 1990، وقد أدت عملية التطوير الأخيرة التي خضع لها إلى إضافة 14 جهازاً علمياً متطوراً.