عثرت أسرة سودانية أمس الأول على ابنتها التي خطفت في الحرم المكي قبل 105 أيام، في الوقت الذي تجري الجهات الأمنية في مكةالمكرمة بحثا عن الخاطفة وهي امرأة أفريقية مارست التعذيب مع الفتاة. واكتفى المتحدث الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان بالقول أن «التحقيقات مازالت جارية والقضية في طور الاستكمال». وذكر والد الفتاة المخطوفة دلال (21 عاما) الأزهري الغالي أن ابنته فقدت منه في أروقة الحرم المكي، وكان يبحث عنها طيلة الأشهر الثلاثة الماضية، إذ «اضطررت للإقامة بجوار الحرم، كي أبحث يوميا عنها واستقلت من عملي كي أتفرغ تماما للمهمة». وأضاف الأزهري: «كنا نؤدي صلاة المغرب في الحرم المكي وشاهدنا عراكا بجوار باب العمرة، ولمحت ابنتي الصغيرة الموقف فجائت مسرعة تصرخ بأن أختها المخطوفة تجرها امرأة غريبة، فقطعت زوجتي صلاتها وهبت لنجدة ابنتنا ومعها نحو 30 امرأة، لكن الخاطفة هربت واختفت في الزحام». وبين والد الفتاة المخطوفة أنه وجه نداء إلى رجال الأمن ساعة هروب الخاطفة «ولكن لم أجد أحدا واكتفيت بتقييد الحادثة لدى الجهات الأمنية» على حد قوله . ويستطرد الأزهري، الذي لم يستطع كبح دموعه: «حينما وجدنا دلال كانت أشبه بقطعة من الصخر لا تتحرك ولا تتكلم ولا تعرفنا وملابسها رثة وممزقة من كل جانب، وحين حاولنا استنطاقها كانت تتكلم ببطء». وكشفت دلال عن تعرضها للتعذيب على يد خاطفيها: «كانوا كل يوم يسقونني ماء حارا وبيضا نيئا، وعندما أرفض يضربونني حتى أنفذ ما يريدون». وطالب والد دلال بسرعة إخراجها من الحجز، لأنها «مازالت رهن التحقيق وحالتها النفسية متردية وتحتاج إلى تأهيل نفسي، وخسرت ما يزيد على عشرة كيلو جرامات».