طالب أعضاء بمجلس الشورى وعالم اجتماع باستحداث مشروع تدريب وطني عسكري اختياري لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية يُمنح الطالب بموجبه نقاطا أكاديمية ونقاطًا تسهم في مساعدته مستقبلا . وأرتأوا أن التجنيد الاختياري للشباب - خاصة خلال المرحلة الثانوية - سيسهم في تشكيل شخصيات سوية مستقرة بعيدة عن الفكر الضال إضافة الى تنمية الحس الوطني وتقدير وتحمّل المسؤولية واسهام ذلك في التقليل من البطالة . وفي هذا السياق أشار الدكتور حمدي الجهني عضو لجنة الإدارة والموارد البشرية والعرائض بمجلس الشورى أن التجنيد الاختياري له الكثير من المزايا "الجيدة " متوقعا أن يسهم ذلك في ضبط سُلوك الشباب إضافة لحل مُشكلة البطالة لديهم ، وقال : ان التجنيد يُعيد تشكيل الشباب تحت رؤية الجهات المختصة العليمة بكيفية التربية وتكوينهم مما يساعد في صونهم من الكثير من المشكلات والانحرافات التي يمكن أن تحدثها البطالة ، لافتا الى ان ذلك سيساعد ايضا في تعزيز وتقوية الحس الوطني لديهم . ودعا الجهني الى دراسة قضية التجنيد للشباب في إطار محكم وخطة مدروسة لتجني البلاد فوائدها الجمة . ووصف عضو اللجنة الأمنية بالمجلس الدكتور بكر خشيم الفكرة ب" المطلب الهام" وقال : “ يجب أن تُدرس بالمجلس “ وأضاف : أنا شخصياً أشجعها لفوائدها المتعددة والتي يحتاجها الشباب بالمجتمع و توقع خشيم أن تحظى الفكرة بالنجاح في حال إعادة النظر فيها . وتوقع عضو لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى اللواء محمد أبو ساق ان يحظى مشروع تدريب وطني عسكري اختياري - وليس إجباريا- بالمدارس للمرحلتين المتوسطة والثانوية، بقبول كبير لما قد يثمر عنه من غرس صفات ضبط السلوك والكفاءة في النفوس والتي تجعل الشاب أكثر قدرة على تحمّل أعباء الحياة ، مشيرا الى وجود أطروحات في هذا الشأن منها انشاء مراكز تدريب عسكرية مصغرة بالمدارس يمنح الطالب بموجب الالتحاق بها نقاطا أكاديمية ونقاطا تسهم في مساعدته في المستقبل . وحول امكانية جعل التدريب اجباريا في المستقبل ، قال ابوساق : التجنيد الاجباري سلبي و لا أرى حاجة لذلك لأن سلبياته أكثر من إيجابياته ونظراً لتوفر القوى البشرية الشابة الآن الراغبة في الانخراط في العمل العسكري الحالي ، ورأى ان محاولة زجّ كل الشباب في برنامج عسكري إجباري سيشكل عبئا ماديا ومعنويا على الدولة وسيسهم في إرباك المؤسسات العسكرية القائمة على التدريب والتأهيل النظامي العادي. وأكد أبو ساق أن المؤسسة العسكرية لا يجب أن تكون "ملجأ" للتخفيف من البطالة لأن ذلك سيسهم في إدخال عناصر في القوى البشرية غير المؤهلة وغير الراغبة بالتجنيد بحد ذاته وغير قابلة للعمل العسكري في المؤسسة العسكرية النظامية مما يُضعف كفاءة مستوى الاحتراف العسكري النظامي ، مستدركا : لكن التجنيد الاختياري سيكون اكثر جدوى ومنفعة للشباب . من جهته أكد الدكتور عبدالمجيد طاش نيازي وكيل قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن تجنيد أكبر عدد من الشباب بصورة اختيارية سيفضي الى تحقيق أهداف كثيرة منها الأمنية والنفسية والتربوية والاجتماعية إذا أحسن تصميم محتواها وتطبيقها . وأجمل عوامل نجاح هذه الفكرة في تحقيق الأهداف المنشودة ومنها تحديد مدة التجنيد الإجباري بحيث لا تكون طويلة وأن يكون هناك تنوعاً وشمولاً في محتوى البرنامج التدريبي بحيث يغطي جوانب مختلفة تعكس حاجات المتدربين والمجتمع بشكل عام إضافة لحسن اختيار القائمين على تطبيق البرنامج التدريبي وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لتحقيق أهدافها وأن لا يكون الهدف هو البرنامج العسكري بحد ذاته. إضافة لتوفر عوامل التحفيز اللازمة لإنجاحه سواء مكافآت أو مميزات أخرى يمكن أن تشجع الشباب على قبول الفكرة والاستفادة منها بالشكل الصحيح. وعبر عن قناعته في انه إذا وجدت رغبة صادقة وتوفرت عوامل النجاح السابقة فإن البرنامج سوف يحقق أهدافا عديدة منها تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى الشباب وتحصينه ضد كثير من المشكلات والمخاطر النفسية والاجتماعية التي يمكن أن يتعرضوا لها وتنمية الإحساس بالوطنية والانتماء إضافة لاكتساب المهارات البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية التي تدعم الاستقرار النفسي والاجتماعي لدى الشباب وتشكيل شخصيات سوية مستقرة والمساهمة في حفظ أمن واستقرار المجتمع.