رفع معالي الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله الغامدي أحر التعازي والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود , وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، للأسرة المالكة ، وللشعب السعودي , في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام رحمه الله. وقال معاليه : (إن وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز مصاب عظيم وخطب جلل في نفوسنا ، إذ فقدت المملكة والأمتين العربية والإسلامية رمزاً من رموز القيادة السياسية والإدارية والإنسانية في المملكة العربية السعودية ، ونهراً من العطاء والبر والإحسان). وأشار معالي الدكتور الغامدي إلى أن مسيرة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في خدمة دينه ومليكه ووطنه زاخرة بالإنجازات ،وقال : (حمل -رحمه الله- هموم التنمية في المملكة منذ أن تسلم مسؤولياته الأولى أميراً لمدينة الرياض ثم وزيراً للزراعة ، وبعدها وزيراً للمواصلات ، ثم وزيراً للدفاع والطيران، وما يشاهد اليوم من تطور في قواتنا المسلحة بمختلف فروعها ما هو إلا ثمرة لجهوده - رحمه الله - حيث عمل على تأسيس جيش قوي مسلح بأفضل الأسلحة الحديثة ، إلى جانب توفير التعليم والتدريب لمنسوبي القوات المسلحة في أفضل الكليات العسكرية ومراكز التدريب المتطورة في الدول المتقدمة ، كما أنشأ المستشفيات العسكرية في مختلف مناطق المملكة إيمانا منه بأهمية العناية الصحية المتميزة لأفراد القوات المسلحة ، كما أنشأ المدارس التعليمية بمختلف مراحلها في المناطق العسكرية لتوفير التعليم لأبناء العسكريين في مقار سكنهم تيسيراً لهم وتأمين الاستقرار الأسري لهم). وبين أن اهتمام سموه وحرصه على تطوير القطاعات العسكرية لم تحل دون اهتمامه بالجانب التنموي في المملكة بكافة جوانبه فقد سخر خبرته الإدارية وما يمتلكه من رؤى ثاقبة في تطوير العمل الإداري بالمملكة من خلال ما أوكل له من مهام أبرزها رئاسته للجنة العليا للإصلاح الإداري التي أسهمت في إحداث العديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية التي اقتضت الحاجة التنموية إلى إنشائها ، حيث كان سموه الموجه والإداري الناجح لهذه اللجنة ، إلى جانب رئاسته للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، واللجنة العليا لسياسة التعليم. وأفاد الدكتور الغامدي أن الفقيد - رحمه الله - كان طيلة حياته نهراً يتدفق بالأعمال الإنسانية والخيرية شملت المحتاجين بمختلف شرائحهم داخل المملكة وخارجها ، وعمل على تأطيرها في عمل مؤسسي فأنشأ مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية التي تهدف إلى تقديم الرعاية الاجتماعية، والصحية،والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين , كما أن لها نشاطات بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية، والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم ، كما أنشأ -رحمه الله- مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية وهي مدينة طبية متكاملة تعد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم. ونوه بالدعم والاهتمام الذي أولاه سموه لمجلس الشورى ، حيث كان له دور كبير في تحديث نظام المجلس في عهده الجديد إيماناً منه بأن صنع القرار الرشيد إنما يأتي من تعدد وجهات النظر والرؤى عبر الحوار الراقي ، لذا كان يوجه المجلس في كل مرة بالاهتمام بقضايا المواطن واحتياجاته ودراستها واتخاذ القرارات المناسبة لها التي تعين الحكومة على معالجتها وإيجاد الحلول اللازمة لها. وسأل معاليه الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ، ويجزل له الأجر والثواب عن كل ما قدم لمجتمعه وأمته العربية والإسلامية من أعمال إنسانية وخيرية.