المعارضة السورية تتوقع بقاء القيود المشددة على الحريات السياسية قال شاهدا عيان لوكالة (رويترز) إن قوات الامن فتحت النار على محتجين خلال جنازة يوم الاحد وفشل الاعلان عن ان الرئيس بشار الاسد سيرفع حالة الطوارئ المفروضة في سوريا منذ 48 عاما في تهدئة الغضب في الشوارع. وقال شاهدا العيان إن قوات الامن قتلت ثلاثة محتجين يوم الاحد حينما أطلقت النار على جنازة رجل قتل يوم السبت تحولت الى مظاهرة على طريق سريع خارج بلدة التلبيسة شمالي مدينة حمص بوسط البلاد. وقال أحد السكان انه احصى خمس دبابات وشاهد جنودا يرتدون زي القتال ينتشرون في شتى انحاء البلدة. وبدت الهتافات خلال الاحتجاجات يوم الاحد أكثر عداء للزعيم السوري من الشعارات التي ترددت في الاحتجاجات السابقة في الاونة الاخيرة في علامة على أن الوعد برفع حالة الطوارئ لم ينجح في تهدئة المواطنين. وتقول شخصيات معارضة انها تعتقد ان القوانين الجديدة التي ستحل محل الطوارئ ستبقي على الارجح على القيود المشددة المفروضة على الحريات السياسية. ودعا الاف المحتجين إلى الاطاحة بالاسد في جنازة اخرى اقيمت في بلدة حراك التي تبعد 33 كيلومترا شمال شرقي مدينة درعا في جنوب البلاد لتشييع الجندي محمد علي رضوان القومان الذي يعتقد أقاربه انه تعرض للتعذيب على ايدي قوات الامن. وردد المحتجون وصوت هتافهم مسموع في اتصال هاتفي مع أحد المشيعين في الجنازة (سوريا حرة حرة وبشار على برة). وقال قريب للقومان طلب عدم نشر اسمه ان أسرة الجندي أبلغت بان ابنها توفي عندما صعقته الكهرباء بطريق الخطأ في وحدته لكن هناك علامات ضرب على قدميه وقال أطباء في مستشفى محلي ان هناك دلائل على تعرضه للتعذيب. وعين الاسد حكومة جديدة الاسبوع الماضي وقال إن قانونا جديدا يحل محل حالة الطوارئ سيكون جاهزا بحلول الاسبوع القادم. لكنه لم يتعرض للمطلب الرئيسي للمحتجين بتقييد يد جهاز الامن وتفكيك نظام الحكم الفردي. وبدأت الاحتجاجات على حكم الاسد في مدينة درعا بعد القاء القبض على صبية نقشوا شعارات تنادي بالحرية على جدران مدرسة قبل أكثر من شهر. وانتشرت المظاهرات في أنحاء واسعة من البلاد مستلهمة الانتفاضات الشعبية في دول عربية اخرى. وتقول جماعات لحقوق الانسان ان أكثر من 200 شخص قتلوا منذ اندلاع المظاهرات وان العدد يزيد. ويقول الاسد ان سوريا مستهدفة في مؤامرة والقت السلطات باللوم على (جماعات مسلحة) و (متسللين) يحصلون على السلاح من لبنان والعراق. وامتدت الاضطرابات التي لم يسبق لها مثيل في أنحاء سوريا ومثلت أكبر تحد يواجه الاسد (45 عاما) منذ توليه السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الاسد الذي توفي بعد 30 عاما في السلطة. وفي مدينة بانياس الساحلية خرج نحو 2000 شخص في مسيرة وردد بعضهم (الشعب يريد اسقاط بشار) ، وردد بعضهم هتاف (لا سنية ولا شيعية الشعب بدو الحرية) . وينتمي الاسد الى الاقلية العلوية في بلد أغلبيته من السنة. ودعا المحتجون الى القاء القبض على أفراد الميلشيات الموالية للاسد المعروفين باسم (الشبيحة) ، ويقول سكان بالمدينة ان الشبيحة قتلوا خمسة اشخاص الاسبوع الماضي بعد مظاهرة ضد حكم الاسد. وقال ناشط حقوقي على اتصال باللاذقية ان جنازتين اقيمتا يوم الاحد في المدينة الساحلية لاثنين من المحتجين قتلا في مواجهة مع قوات الامن في احتجاج يوم الجمعة ، واضاف ان الجنازتين تحولتا الى احتجاجات واصيب اثنان من المشيعين بالرصاص عندما تدخلت قوات الامن لوقف المظاهرات. وفي مظاهرات في اماكن اخرى ردد الاف السوريين هتافات تدعو الى الحرية السياسية في الاحتفال بعيد الاستقلال ، وردد المئات هتافات قائلين "الشعب يريد الحرية" عند قبر زعيم الاستقلال ابراهيم هنانو في حلب ثاني اكبر مدينة بسوريا والتي خلت تقريبا من الاحتجاجات الداعية للديمقراطية التي اندلعت قبل اكثر من شهر في الجنوب. وشارك المئات في مظاهرة في مدينة السويداء في منطقة الدروز في جنوب البلاد. وقالت امرأة شاركت في المظاهرة انهم رددوا (الله وسوريا وحرية وبس) قبل أن يهاجمهم الموالون للاسد ، وأضافت (دخلوا علينا بالهراوات وضربونا بصور بشار التي كانوا يحملونها.. نفس الرئيس الذي كان يتحدث عن الحرية امس). ونقل عن رئيس المخابرات الالمانية قوله اليوم ان تاريخ عائلة الاسد في سحق المعارضة يعني أن اندلاع انتفاضة على غرار انتفاضات شمال افريقيا أمر غير مرجح. وقال رئيس جهاز المخابرات ارنست اورلاو لصحيفة هامبورجر ابندبلات (تذكر أن والد الرئيس الحالي قتل قبل بضعة عقود قرابة 30 الفا من أنصار الاخوان المسلمين في حماة) مشيرا الى سحق الرئيس الراحل حافظ الاسد لانتفاضة قادها الاخوان المسلمون عام 1982.