ضمن فعاليات ملتقى المجمع .. لأشهر الخطاطين أنتج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة فيلما وثائقيا عن نشأة كتابة المصحف الشريف ، ضمن فعاليات ملتقى (مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم) ، الذي ينظمه المجمع في المدينةالمنورة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود في الثاني والعشرين من الشهر الحالي . ويهدف الفيلم إلى إبراز تطور كتابة القرآن الكريم منذ العهد النبوي الزاهر حتى العصر الحاضر، بصورة وثائقية؛ معتمِداً تقديم الحقائق والمعلومات الصحيحة، بصورة موضوعية ومختصرة، في مدة لا تتجاوز 30 دقيقة، باللغتين العربية والإنجليزية، مصحوبتين أيضاً بلغة الإشارة لكلٍّ منهما، كما سيصاحب مَشاهد الفيلم ووقائعه انتقاء لقطات للوثائق الخطية من المصاحف الكريمة، وأنواع الخط العربي عبر الفترات الزمنية المتنوعة، والمناطق الجُغرافية المتعددة، وبتصوير رَقَميٍّ عالي الدقة، وإلقاء صوتي تعريفي مميَّز، وإخراج فني مبدِع. كما يهدف إلى تجلية بعض مظاهر حفظ الله لكتابه الكريم عَبْر العصور، وتوثيق نشأة كتابة المصحف الشريف وتطورها بصورة وثائقية، وإظهار روائع الحضارة الإسلامية في جانب من تميزها، وإبراز دَور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وما يقوم به من خدمة جليلة لكتاب الله وعلومه. وتشمل عناصر الفيلم إلقاء الضوء على حالة الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ونزول الوحي، ثم كتابة الوحي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، واستكمال كتابة المصحف الشريف في عهده صلى الله عليه وسلم ، على الوسائل المتاحة آنذاك، ثم جمع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- للقرآن الكريم في السنة الحادية عشرة من الهجرة المباركة ، بعد ظهور حركة الردة، وكثرة القتل في حفاظ القرآن، وقيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أواخر سنة (24ه) وأوائل سنة (25ه) بعد ذلك من كتابة نُسَخٍ من المصاحف، وإرسالها إلى أمصار المسلمين المشهورة وقتذاك. ويستعرض الفيلم مراحل تطور كتابة المصحف الشريف في الأزمنة اللاحقة، وما تمَّ من ضبط لحركات كلمات القرآن الكريم، الذي عُرف ب (نَقْط الإعراب) ، وما جرى بعد ذلك من ضبط للحروف المتشابهة في الشَّكْل، والذي عُرف ب (نَقْط الإعجام) ، ثم ما وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي من إصطلاحات للنَّقْط والشَّكْل. كما يبرز الفيلم مظاهر الإبداع الفني المتنوعة في الحضارة العربية الإسلامية عَبْر التاريخ، من خلال الخطِّ العربي بكونه مَعْلماً بارزاً من معالم الإبداع عند المسلمين الذين امتازوا ببراعة الخط وجماله، وكتبوا المصاحف الخاصَّة والعامَّة، بدءاً من المصاحف المكتوبة بالخطِّ الكوفيِّ حتى القرن الخامس الهجري، ثم ما تلاه من أنواع خطوط المصاحف حتى القرن التاسع الهجري، ثم استقرار كتابتها بعد ذلك بخط النَّسْخ إلى العصر الحاضر. وما للخط الجميل المبدِع من لمسة خلابة تضفي على ما يُكتب عليه قيمة جمالية عالية. ويطوِّف الفيلم على شذَرات من مظاهر العناية بالقرآن الكريم بعد الرعيل الأول، وبخاصَّة من ناحية كتابته وتجويده، والتفننِ في نَسْخه بأنواع الخطوط، وتذهيبه وزخرفته. كما سيعرِّج الفيلم على ظهور الطباعة، والطبعات المبكرة للمصحف الشريف في أوروبا، والعالم الإسلامي والعربي. وبدايات طباعة المصحف الشريف في المملكة العربية السعودية عام (1369 ه)، عندما ظهر مصحف مكة المكرَّمة الذي كتبه الخطاط محمد طاهر الكردي (ت: 1400ه) أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 1945م). ويلخص الفيلم في ختام عرضه جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في طباعة المصحف على مختلف الروايات المتواترة وما لقيه /مصحف المدينة النبوية/ الذي كتبه الخطاط عثمان طه من قَبول واسع في أرجاء العالم الإسلامي لما امتاز به من عناية بالغة في كتابته وتدقيقه ومراجعته من قِبل لجنة علمية متخصصة ولما توافر له من إمكانات فنية وتقنية عالية في طباعته وإخراجه.