قد تفتح باب الأمل للعديد من السلاسل الفتاكة يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا طريقة للتغلب على أقوى أنواع هجمات الانفلونزا وربما التغلب على مرض سارس أيضاً. وقال العلماء في الكلية الملكية في لندن انهم تمكنوا من التحكم في استجابة الجهاز المناعي تجاه الانفلونزا وقام الدكتور تريس هاسل وزملاؤه في الكلية الملكية بإجراء التجارب على الفئران المصابة بالانفلونزا ذات الطفرات الجينية «A» وهي أقوى أنواع الانفلونزا التي حصدت أرواح أكثر من عشرين مليونا (1918-1919). وعندما تصيب الانفلونزا الجسم فإنها تطلق رد فعل مزدوجا للجهاز المناعي (خلايا تاء - Tcell) التي تجوب الجسم في دوريات بحثا عن الغزاة وهي تقوم بالبحث عن فيروس الانفلونزا وتقتله ثم خلايا (باء - Bcell) التي تتبع خلايا (تاء 2) مباشرة وتقوم بانتاج الأجسام المضادة لمنع الجسم من استقبال العدوى نفسها مرة أخرى. وتقوم خلايا (تاء 2) بانتاج معدل مرتفع من النشاط الخلوي ما يسمح للجسم بقتل الخلايا الضارة ولكن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى المشاكل. ويقول الدكتور هاسل : خلال العدوى بالانفلونزا يقوم جهاز المناعة باستخدام كل امكاناته ضد العدوى الفيروسية ولكن ذلك يؤدي إلى ضرر بالغ فالاستجابة المبالغ فيها للجهاز المناعي تتبع جزيئات الالتهاب التي تؤدي إلى ما يعرف باسم (عاصفة الحركة الرتيبة). وأضاف : من الطبيعي أن يقوم الكثير من الخلايا بالتجمهر في مجرى الدم ما يمنع انتقال الأوكسجين. وكان العلماء يحاولون التغلب على هذه المشكلة عن طريق وقف عمل خلايا (تاء 2) أولاً ولكن ذلك كان يمنع الجسم من التخلص من الفيروس ، كما يجعله عرضة للاصابة بأمراض أخرى. وقام فريق الدكتور هاسل بتطوير طريقة للتحكم في خلايا (تاء 2) فقد اكتشفوا أن ايقاف جزيئات تسمى (OX-40) يتسبب في الاسراع من حركة هذه الخلايا وهو ما يمنعها من غلق المسارات الهوائية. وقال الدكتور ايان همفري الذي شارك في الدراسة جزيئات (OX 40) ترسل إشارات تبقي خلايا (تاء 2) النشطة في الرئة لفترة أطول حيث تهدف إلى مقاومة العدوى. وقال (لكن بسبب الوصول للمزيد من هذه الخلايا طوال الوقت تطول فترة بقائها غير المرغوب فيه وكبح هذه الاشارات يسمح لخلايا (تاء 2) بترك الرئة في وقت مبكر مخلفة وراءها جهازا مناعيا قويا. هذه الجزيئات من الممكن أن تعاق بواسطة استخدام عقار يسمى (OX 40 IG).