تداولت الأوساط العلمية مؤخراً خبر اكتشاف التركيب الجزيئي الدقيق للجسم المضاد (IgD)، حيث نشرت المجلة العلمية ذائعة الصيت Journal of Molecular Biology في عددها الصادر لشهر اكتوبر بحثاً قام به الدكتور عادل بن عمر المقرن استاذ المناعة الاكلينيكية المساعد واستشاري المناعة في قسم علم الأمراض بكلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي بجامعة الملك سعود بالتعاون مع مجموعة من الباحثين من جامعة ليدز وجامعة كلية لندن (UCL) بالمملكة المتحدة. وتعد هذه المجلة من المجلات الرائدة في مجال دراسة التكامل بين البنية والوظيفة للجزيئات الحيوية. ان الأجسام المضادة من أهم الجزيئات التي تقوم بحماية جسم الإنسان من العدوى بالأمراض الميكروبية المختلفة وايضاً تلعب دوراً هاماً في الحماية من أنواع معينة من السرطان. وهناك خمسة أنواع رئيسة من الأجسام المضادة والتي تشكل العامل المهم في الاستجابة المناعية للأمراض وهي (IgA, IgM, IgG, IgE, IgD) ويعتبر الجسم المضاد (IgD) من آخر الأجسام المضادة اكتشافاً، ولكن دوره الوظيفي في الجهاز المناعي مازال غير معروف حتى وقتنا الحاضر، عدا انه يوجد كمستقبل للمستضد على الخلايا اللمفاوية المكتملة النمو من نوع (B)، لذلك كان من الأهمية دراسة البناء الجزيئي الدقيق لهذا الجسم المضاد. فهذه الدراسة تلقي الضوء بشكل مباشر على التكامل بين التركيب الدقيق لهذه الأجسام المضادة ووظيفتها في جهاز المناعة، كما ان كثيراً من آليات احداث الأمراض في جسم الإنسان يدخل فيها الارتباط بين الجسم المضاد والمستضد كعامل مهم لتسبيب المرض. وتكمن أهمية هذا الاكتشاف بأنه سيفتح آفاقاً واسعة للمختصين في المناعة لدراسة وظيفة هذا الجسم المضاد بناءً على تركيبه الجزيئي المكتشف، والاجابة على كثير من الأسئلة العالقة والمحيرة حوله. ان هذه البحوث الطبية المتخصصة تبرز أهمية جانب التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين المختصين في المملكة مع نظرائهم في شتى أنحاء العالم لما للنمو المتسارع في التقنية والبحوث من أثر ايجابي على المجتمع الدولي بشكل عام. وتجدر الاشارة إلى ان هذا العمل قد تم تسجيله رسمياً في الولاياتالمتحدة لدى (protein Data Bank) أو ما يعرف اختصاراً (PDB).