فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكثر من (3) آلاف مدرسة و (5) ملايين طالب يستقبلون برنامج (إبتسم)
نشر في شبرقة يوم 12 - 12 - 2010

بهدف ترسيخ مفهوم التربية السياحية لطلاب وطالبات المدارس
تستقبل أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة ، وخمسة ملايين طالب برنامج التربية السياحية المدرسية (إبتسم) ؛ الذي يهدف إلى ترسيخ مفهوم التربية السياحية لطلاب المدارس في مراحل التعليم المتوسطة والثانوية ويؤكد في الوقت ذاته أهمية مبدأ الابتسامة لدى المسلم في جميع تعاملاته ، إلى جانب تعميق الأبعاد الحضارية والثقافية والفكرية للمملكة عند الطلاب والطالبات ليكونوا سيّاحا في بلادهم.
واحتضن البرنامج خلال مسيرته التي امتدت ثلاث سنوات ما يربو على (300) ألف طالب وطالبة ، ومن المقرر أن يحتضن هذا العام (75000) ألف طالب و (25.000) طالبة ، فيما يستهدف البرنامج خلال الثلاث سنوات القادمة مايزيد عن (5) ملايين من طلاب وطالبات المدارس.
ويمتد البرنامج طيلة الفصل الدراسي الأول ، وسيتخلل هذه المرحلة عقد أكثر من (2500) رحلة سياحية للمستهدفين مع (75000) ألف وجبة غذائية مع حقيبة تعريفية للطالب وهدايا وخرائط وبرنامج مسابقات.
وحقق البرنامج في دورته الثالثة قبولا عاليا من المتدربين بلغت (95%) ، بحسب تقرير البرنامج للعام الماضي ، كما نال جائزة (أوليسيس 2008) للإبداع السياحي التي تمنح من منظمة السياحة العالمية بمدريد في إسبانيا وذلك في دورته الثانية ، في مؤشر إلى حجم التأثير الذي أحدثه البرنامج داخليا وخارجيا.
وإلى اليوم ساهم البرنامج في نمو ثقافة السياحة لدى الطلاب والطالبات وتزويدهم بمعلومات جديدة ومفيدة عن السياحة المحلية والمفاهيم المرتبطة بها ، وأوجد بيئة وطنية صحية، تغرس في نفوس الطلاب التربية المستدامة ، وسط أجواء سياحية ملائمة.
وتمضي الهيئة العامة للسياحة والآثار قدما نحو تأصيل الثقافة السياحية لدى المجتمع من خلال التركيز على المجتمع التعليمي ، وتحقيق التوعية الشاملة نحو فهم مقومات التفاعل بين طرفي العملية السياحية البسيطة السائح والمضيف ، وذلك عبر الأنشطة المختلفة المطبقة عبر برنامج (إبتسم) من خلال التقيد بواجبات وقواعد تحكم سلوك كلا الطرفين.
وقامت الهيئة انطلاقاً من اتفاقيتها مع وزارة التربية والتعليم للاستمرار في تنفيذ البرنامج لتدريب الطلاب والطالبات على أن يكونوا سيّاحا في بلادهم ، ويقدموا الخدمات ويتعرفوا على بلادهم ويعززوا وطنيتهم في هذه البلاد الكبيرة والجميلة.
ويحفز (برنامج التربية السياحية) الطلاب نحو استشعار أهمية المكتسبات الوطنية , والاعتزاز بالمقومات السياحية ومظاهر الحضارة والأماكن التاريخية في المملكة والمحافظة عليها ، وتعميق مفاهيم التربية السياحية الهادفة لدى أفراد المجتمع , بما يمكنهم من تطبيق وممارسة السلوكيات السياحية الإيجابية لهم وللآخرين.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
ويحرص (إبتسم) على غرس ثقافة العمل السياحي لدى النشء ، بما يسهم في توطين ثقافة العمل في قطاع السياحة لديه ، وتشجيع مبدأ احترام وفهم وقبول الآخر وتنمية وتعزيز ثقافة مشتركة للوصول إلى مفاهيم إيجابية بين السائح والمستضيف ، إلى جانب تنمية حب الاكتشاف والتعلم وتطوير الذات من خلال التفاعل مع الآخرين ، وتدعيم الرسالة الاتصالية لمفاهيم السياحة في المجتمع عبر نماذج حية من أطراف السياحة الرئيسة السائح، المستقبل، المكان، و البرنامج السياحي ،وتفعيل مشاركة الأسرة بنقل المفاهيم السياحية إليها عبر الطلاب باستثمار الوسائل التدريبية والتوعوية المناسبة.
يضاف إلى ذلك تحقيق درجة عالية من التفاعل الإيجابي من جانب الطلاب وأسرهم مع مفاهيم الثقافة السياحية وترسيخ مقوماتها لتصبح جزء من الثقافة الاجتماعية المتداولة وإدراج مفهوم (الثقافة السياحية) في العملية التعليمية والتربوية ، بما يعزز هذا المفهوم ويفعله لتحقيق الاستفادة من السياحة بوصفها وسيلة تثقيفية وتعليمية مهمة.
ومن المتوقع أن تساهم الأبعاد الاجتماعية والثقافية والتراثية للتنمية السياحية في تلاحم المجتمع وترابط أفراده وتوطيد الانتماء الوطني واعتزاز الفرد بثقافته وتعزيز الاستقرار الأمني من خلال إيجاد أنشطة وبرامج سياحية تُعرّف المواطنين بجميع فئاتهم بتراث وحضارة بلادهم وتشغل أوقات فراغهم بما هو نافع ومثمر وتغرس فيهم روح المواطنة إضافة إلى تثقيف النشء لممارسة السلوك القويم ضمن الإطار العائلي والممارسات السياحية والترويحية.
يستهدف (إبتسم) شريحة المجتمع المدرسي المتمثلة في أطرافها الثلاثة : الطلاب والطالبات ، ومعلموهم وأسرهم ، من أجل أن يكون هذا المجتمع بيئة حاضنة للبرنامج ؛ لدوافع كثيرة من أبرزها أنه أكثر المجتمعات انضباطية وقدرة على التفاعل والتقبل والتقويم والقابلية للتبني ، وسهولة نقل المعرفة وتعزيزها وتوجيه السلوك لدي المتعلم وتداخل المجتمع التعليمي وتحقيق التوزيع الجغرافي والتنوع الاجتماعي بما يضمن سهولة التطبيق و المرونة الزمنية ، بالإضافة إلى وجود البيئة والإطار العملي المناسب للتنفيذ.
إلى جانب أن المرحلتين الثانوية والمتوسطة هما الفئة الاجتماعية الأكثر تفاعلاً وانضباطا ولتأثيرها على بقية شرائح المجتمع ومؤسساته.
وتعد برامج وأنشطة الرحلات والزيارات الطلابية من أبرز الأنشطة التي لها علاقة بذلك لما لها من أبعاد مختلفة ومنها الزيارات والرحلات وبرامج المراكز الصيفية ، يمكن أن تصمم وتنفذ بطريقة تخدم أهداف قطاعي السياحة والتعليم على حد سواء ، بالإضافة إلي خدمة الأهداف التي تحقق تربية تسهم في تعزيز الثقافة السياحية الإيجابية.
في سياق ذي صلة فإن اتفاقية التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة التربية والتعليم التي تم توقيعها في (21/2/1425ه) هي بداية تنفيذ مشروع برنامج التربية السياحية المدرسية (إبتسم) ، وقد أعد فريق البرنامج خطة تنفيذية مكونة من مرحلتين متتاليتين بدأت بتدريب المعلمين ثم انطلاق نحو تدريب الطلاب التي استهدفت في المرحلة الأولى تدريب (51.000) طالب ، وصولا إلى هذه المرحلة التي تعد المرحلة الرابعة (1432ه) وتستهدف تدريب (75.000) طالب و (25.000) طالبه.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
وفي مرحلة تدريب المعلمين تم ترشيح (65) معلماً من قبل وزارة التربية والتعليم من مناطق ومحافظات المملكة المختلفة وعددها (42) إدارة تربية وتعليم ؛ ليصبحوا مدربين للمعلمين الذين سيقومون بتدريب للطلاب في البرنامج ، وقد تم اختيار المعلمين لهذا البرنامج بناءً على خبراتهم السابقة في مجال التدريب للأنشطة الطلابية ، وقد مُنح الترشيح لمشرفي البرامج والتدريب التربوي،ومشرفي النشاط, ورواد النشاط.
من جانب آخر فإن البرنامج يحقق أهدافا طموحة من خلال رؤىً ذات أبعاد متعددة ، مركزا في الوقت ذاته على البعد الحضاري بوصفه مرتكزا رئيسا للبرنامج في مرحلته الرابعة لعام (1432ه).
ومن أجل جعل البعد الحضاري في موضع التطبيق العملي داخل البيئة التعليمية قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بإصدار كتيب للطالب يهتم بهذا الجانب ويركز بشكل مباشر على البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية من حيث التعريف بالحضارات المتعاقبة عليها على مر التاريخ ، وما تزخر به من آثار وشواهد تاريخية تدل على المكانة العظيمة للمملكة على المستوى العالمي ، ودورها الرائد في تطور الانسانية و كذلك الى الدور الكبير للانسان السعودي في تطور العالم ونشر الدين الاسلامي.
يسلط الكتيب الضوء إلى نواحي متعددة يستطيع طالب المدرسة أن يشاهدها ويلامسها من خلال واقعه القريب منه.
ومن أبرز الأبعاد التي يحاول الكتيب التنويه عنها (مكة المكرمة) بوصفها مهبط الوحي ، وقبلة المسلمين ، وأقدس بقعة على الأرض ، فيها الكعبة التي يتجه إليها المسلمون في جميع أنحاء العالم خلال صلواتهم الخمس في اليوم والليلة ، ويعطي الكتاب نبذة عن أهمية المكان والزمان والقيمة الدينية والحضارية والثقافية لمكة المكرمة.
كما يسلط الكتيب الضوء على مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حيث أنها العاصمة الاولى للدولة الاسلامية ، واليها هاجر -عليه السلام- ، ومنها انطلقت الفتوحات الاسلامية العظيمة ، وفيها المسجد النبوي ثاني أقدس مسجد بعد المسجد الحرام ، وكانت تسمى بيثرب قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم اليها.
كما يدعم البعد الحضاري في تطبيق برنامج ابتسم في مرحلته الرابعة لهذا العام (1432ه) الجانب التراثي للمملكة بوصفه الحلقة الأقرب للطالب في إدراك مفهوم الواقع والمتغير الذي حدث في المملكة ، وينطبق ذلك في منطقة (الدرعية) وهي الواحة المطلة على وادي حنيفة ، وتقع في منطقة انعطاف وادي حنيفة الذي سمي باسم القبيلة التى ينتمي إليها آل سعود الأسرة السعودية الحاكمة.
ويلفت إلى ما نالته الدرعية من اعتراف عالمي نظير انضمامها مؤخرا إلى منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو) وأصبح حي طريف بالدرعية ضمن مواقع التراث العالمية ، وبذلك يصبح ثاني موقع في المملكة العربية السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
ومن الأبعاد الحضارية التي يحرص كتيب الهيئة على شرحه وكشفه هي منطقة (الحجر) في مدائن صالح التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وتقع على بعد (22) كم من محافظة العُلا ، وتحتل موقعاً إستراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر وهي العاصمة السياسية للأنباط ، وهذا ما جعل مدائن صالح تُصبح عاصمة اقتصادية مهمة للأنباط ومقصداً للقوافل التجارية ، وقد سُكنت مدينة الحجر من قبل المعنيين الثموديين في الألفية الثالثة (ق.م) , ومن بعدهم سكنت من قبل اللحيانيون في القرن التاسع (ق.م) ، وفي القرن الثاني (ق.م) احتل الأنباط مدينة الحجر , وأسقطوا دولة بني لحيان ، وقد نسب الأنباط بناء مدينة الحجر لنفسهم في النقوش التي عثر عليها ، وتحتوي على كمية هائلة من النقوش المعينية واللحيانية.
ويبرز الكتيب إعلان منظمة اليونسكو في (2008م) انضمام مدائن صالح (الحجر) لأحد مواقع التراث العالمي ، وهو أول موقع في المملكة العربية السعودية ينضم إلى هذه القائمة.
إلى ذلك فإن المعيار الثقافي ظاهر في الكتيب في محاولة لإبرازه ضمن سلسة أبعاد حضارية قائمة في المملكة ، وتتجلى جدة التاريخية في هذا الجزء من الكتيب ، فهي إلى جانب مساسها المباشر مع السكان ، هم يعيشون حولها ويتراوحون هوائها.
تقع جدة التاريخية في وسط مدينة جدة ، وتشير مصادر تاريخية أنها تعود إلى عصور ماقبل الإسلام ، وأن نقطة التحول في تاريخها كانت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عندما اتخذها ميناءً لمكة المكرمة في عام (26) هجري (647م).
وتضم جدة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية مثل آثار سور جدة وحاراتها القديمة : حارة المظلوم ، وحارة الشام ، وحارة اليمن ، وحارة البحر كما يوجد بها عدد من المساجد التاريخية أبرزها : مسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ومسجد الإمام الشافعي رحمه الله ، ومسجد الباشا ، ومسجد عكاش ، ومسجد المعمار ، وجامع الحنفي ، إضافة إلى الأسواق القديمة ومنها : سوق الندى ، وسوق الخاسكية ، وسوق العلوي ، وسوق الصاغة ، وكذلك عدد كبير من المباني التراثية التي لا تزال قائمة ومستخدمة.
وتعد جدة التاريخية نموذجاً فريداً للعمارة التقليدية في المملكة العربية السعودية وفي حوض البحر الأحمر التي تتميز بالمساكن الجميلة والقصور التي تحتفظ بالكثير من العناصر الفنية والخصائص التخطيطية وتكون نسيجاً متجانساً وتعطي مثالاً حياً قائماً للمدينة العربية الإسلامية الأصيلة.
ثمة أبعاد أخرى يريد كتيب الطالب استجلائها ضمن برنامج (إبتسم) التربوي السياحي وهو البعد الثقافي ، وبما أن هذا البعد ذو أهمية بالغة جاء سوق عكاظ بوصفه رائد الملتقيات الثقافية للعرب في قلب الجزيرة العربية ويقع على بعد أربعين كيلومترا إلى الشمال من الطائف ، وكان أشهر منابر العرب الثقافية قبل الإسلام ، فهو منتدى للفكر والأدب والشعر وسوقاً لأجود السلع والبضائع والصناعات المختلفة ، وما زالت القصائد التي تبارى فيها الشعراء حاضرة في الأذهان ، وقد مرت سنوات على اندثار هذا السوق ، إلا أن الاهتمام بهذا السوق برز في الآونة الأخيرة ، وتم إحياء عروض للفنون الشعبية ، والنشاطات المصاحبة ، وحقق سوق عكاظ حراكا ثقافيا وفكريا أعاد للأذهان قبة قس بن ساعدة وملاحم طرفة بن العبد ، ومشاهدات الواقع القديم الذي كانت تعيشه عكاظ في السابق.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
وتضمن الكتيب قصر المصمك في وسط مدينة الرياض الذي اقترن بملحمة فتح الرياض ، ويعد الحصن أحد المواقع المهمة جداً والمرتبطة بتاريخ المملكة ، وتطوراتها ، كما ويضم المبنى قاعة عرض تحكي قصة توحيد المملكة العربية السعودية وتطورها ، ويعرض فيها كذلك مجموعة من المقتنيات كالملابس الشعبية والمصنوعات اليدوية والأسلحة وغيرها.
ولايمكن الحديث عن الأبعاد الحضارية دون التطرق لمسجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في مدينة دومة الجندل شمال المملكة العربية السعودية ويعد من أقدم المساجد التي بنيت ، ويعود تاريخ بناءه إلى عام (17ه) أثناء عودة الخليفة من فتح بيت المقدس ، وبُني المسجد من الحجر المهذب والطين ، وسقفه من الخشب والجريد وشكله مستطيل ، ويتميز بوجود محراب ومنبر ومئذنة هرمية الشكل ، ويحتوي المسجد أيضا على مصلى للنساء وبئر صغير كانت تستخدم للشرب والوضوء ، ومساحة المسجد نحو (600م2) تقريبا ويتميز بمئذنته الشهيرة التي لا زالت قائمة على وضعها السابق، وتعتبر مئذنة المسجد من أقدم المآذن بالجزيرة العربية.
ومن الآثارالذي تطرق إليها البرنامج ضمن سلسة كتبه الموجه للطلاب والطالبات (الرجاجيل) وهي عبارة عن أعمدة حجرية توجد في سهل رملي متسع (120 ألف م2 تقريبا) شكله نصف دائري ، يقع على مسافة (22كم) جنوبي سكاكا بالقرب من قرية القارة تنتشر فيه حجارة الصوان التي استخدمت في صناعة الأدوات الحجرية ، وتظهر على الأعمدة الحجرية نقوش ثمودية ورسوم ، ويعتقد أن هذه الأعمدة تعود إلى الألف الرابع (ق.م.) ، وأنها قد تكون أداة للتوقيت ، ويوجد منها في الموقع (11) مجموعة تضم بعضها أربعة أعمدة ارتفاعها نحو ثلاثة أمتار ، كما عثر في الموقع على أدوات حجرية مثل رؤوس السهام والمخارز ، والموقع محاط بمزارع النخيل التي تضفي عليه جمال المنظر ، ويعد هذا الموقع من المعالم الأثرية المهمة لأهميته التاريخية والأثرية ولشكل أعمدته المتميزة والفريدة ، والتي توضح جانباً من التراث الحضاري للمملكة.
يضاف إلى ذلك ميناء العقير وهو الميناء الرئيسي للأحساء على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية في منطقة أثرية وحلقة وصل لمواقع أثرية وفيها مباني قديمة كمركز الإمارة والجمارك والمسجد الذي شيد في بداية عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ويعتبر العقير سوقا من الأسواق القديمة في فترة ماقبل الإسلام وارتبط بسوق المشر وسوق هجر وشهد ميناء العقير انطلاقة الجيوش الإسلامية التي فتحت بلاد فارس والهند ووصلت إلى مشارف بلاد الصين.
ويلفت إلى العديد من المواقع الآثارية والقديمة مثل قصر توارن غرب حائل الذي يعد من أهم المواقع الثقافية ؛ نظراً لارتباط اسمه بسيرة سيد الكرم والضيافة في عهود ما قبل الإسلام حاتم الطائي ، ومواقع الأخدود ، وقرية ذي عين غربي الباحة وتضم الأخيرة (31) منزلاً ، ومسجداً صغيراً ، وتتكون بيوتها من طابقين إلى سبعة طوابق ، واستخدمت الحجارة في بنائها ، وهي مسقوفة بأشجار العرعر التي نقلت إليها من الغابات المجاورة ، إلى جانب قرية الفاو التي تطل على الناحية الشمالية الغربية للربع الخالي في نقطة تقاطع وادي الدواسر بسلسلة جبال طويق عند ثغرة في الجبل يطلق عليها الفاو وهي مثال حي للمدينة العربية قبل الإسلام بكل مقوماتها من مساكن وطرقات وأسواق ومقابر وآبار.
كما يتطرق الكتاب إلى درب زبيدة الذي يعد أهم طرق الحج للقادم من الكوفة إلى مكة المكرمة حيث يمر في الأجزاء الغربية للمنطقة ومن أهم أثاره التي لازالت موجودة بركة الجفنية.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
فيما يتناول الكتاب جزر فرسان وقرية رجال المع التي تحتوي على نماذج فريدة من الحجر ترتفع إلى ثمانية أدوار ، وهي أشهر أماكن النقوش الفنية القط ، وبها أيضا قصر ألمع الشهير الذي يمتد عمره إلى أكثر من (400) سنة ، والذي جهز ليكون متحفا للحفاظ على تراث القرية العريق ، يضم أكثر من (2000) قطعة أثرية موزعة على (19) قسما ؛ حتى يسهل على الزائر الاطلاع عليها ، وتشمل المخطوطات والمطبوعات والأدوات الزراعية والأسلحة والمشغولات اليدوية والتحف والذهب وحلي النساء والملابس والخزف والصناعات اليدوية.
ويعد المتحف مثالا مميزًا لطراز البناء المعماري القديم في منطقة عسير ، ويستقبل المتحف سنويا أكثر من (50000) زائر ، ويمكن الوصول للقرية عن طريق السودة بالعربات المعلقة أو عن طريق عقبة الصماء.
وينوه الكتيب بشئ من التفصيل للمتحف الوطني من أجل إبراز دوره الرائد في التطور الذي تعيشة الانسانية اليوم حيث أنشئ المتحف الوطني ، ليكون معلماً وطنياً على مستوى المملكة العربية السعودية ، وليساهم في إثراء مسيرة التعليم ، والتوعية الثقافية، وتطوير الانتماء الحضاري لهذا الوطن العريق ، وليكون رسالة خالدة.
وخصص جزء من كتاب الطالب برنامج مسابقات تعريفية يهدف من خلالها إلى تفاعل الطالب والطالبة في البرنامج ، ومؤشر إداركي للكتاب بمحتواه والمعلومات الواردة فيه.
على سياق ذي صلة ، تتجه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم إلى العناية بشكل أكبر للثقافة السياحية من خلال مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم.
وتتطلع الجهتان إلى أن يحقق هذا البرنامج أهدافه المرجوة - بإذن الله - وفي مقدمتها إعداد الأجيال المقبلة لحمل قيم سياحية إيجابية تنشر الثقافة السياحية بمفهومها التربوي ، وتبنيها في المجتمع عبر توضيح المفاهيم والاتجاهات واكتساب المهارات اللازمة من خلال مواقف تربوية وتعليمية تستثمر الأنشطة والمرافق السياحية لتعريف الطلاب بالمعالم الحضارية والتاريخية التي تنمي الحس الوطني والاعتزاز بالتاريخ والأرض ، وتعلي من شأن المسؤولية الفردية للمحافظة على المواقع السياحية والمكتسبات العامة ، إضافة إلى تفهم الطلاب للآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسياحة بما يساعد أيضا على تحفيزهم للعمل في هذا المجال وتقدير العاملين فيه.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
ويبعث نجاح البرنامج في مراحله الثلاث الماضية ، والأمل في مواصلة الإنجاز ، لتحقيق مزيد من النجاح لرسم الصورة الذهنية المبتغاة من البرنامج والاستفادة من التجارب الماضية لتعزيز الإيجابيات وتلافي جوانب النقص انطلاقا من رغبة المسئولين في الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة التربية والتعليم ، لتأصيل أوجه التكامل بين القطاعين.
ووجد البرنامج صدىَ واسعا لدى الطلبة والطالبات ، ورغبتهم في الاستفادة من البرنامج قياسا بالدور المتوقع منه ، بعد أن أضحت السياحة اليوم صناعة قائمة بذاتها ذات قيمة اقتصادية هائلة تعتمد عليها كثير من اقتصاديات العالم المعرفي الناشئ.
ويعد برنامج (إبتسم) امتدادا لدعم جهود الوزارة في تطوير التعليم ، انطلاقا من أن قطاع السياحة والآثار والتراث العمراني اليوم هو قطاع اقتصادي كبير جدا ، وسيكون أحد أهم ثلاث قطاعات مولّدة لفرص العمل للمواطنين في المملكة.
في حين يسعى برنامج (إبتسم) إلى إعداد جيل يحمل مفاهيم ايجابية عن السياحة والآثار والمتاحف , وتعزيز الانتماء الوطني من خلال استشعار أهمية المكتسبات الوطنية , والاعتزاز بالمقومات الحضارية ومظاهر التقدم والأماكن التاريخية في المملكة والمحافظة عليها , واستطلاع إمكانات السياحة الوطنية.
إلى ذلك فإن برنامج التربية السياحية المدرسية (إبتسم) يحاول بشكل جاد نحو نشر الثقافة السياحية التي تبنتها الهيئة العامة للسياحة والاثار بأسلوب التوعية المباشرة لأفراد المجتمع ، انطلاقا من أن السياحة صناعة اقتصادية ضخمة ، وفي نفس الوقت مهمة ثقافية واجتماعية تساعد في في تحويل هذه الصناعة إلى مكاسب اقتصادية في ظل أهمية إدراك المجتمع لأبعاد السياحة الاجتماعية والثقافية.
وتراهن الهيئة العامة للسياحة والآثار على زرع ثقافة السياحة في المجتمع حتى تجد قبولا بين أفراد المجتمع بشكل ايجابي ؛ لذلك كان مهما أن تمارس السياحة عمليات كبرى من خلال برامج مميزه لدعم وتعزيز الثقافة السياحية بين فئات الطلاب من الجنسين.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.