خلال كلمته التي وجهها لحجاج بيت الله الحرام أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهمية حوار الأمة الإسلامية مع نفسها لنبذ الفرقة والجهل والغلو، مشدداً على أن الإرهاب الذي يهدد العالم وينسب للمسلمين وحدهم سببه أفعال المتطرفين الخارجين عن سماحة الإسلام، ودعا في كلمة وجهها إلى حجاج بيت الله، المسلمين إلى تفويت الفرص على أعداء الأمة، وقال مخاطباً قادة الدول الإسلامية: «من هذا المكان الطاهر أدعو إخواني قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً، ونبذ دواعي الفرقة والتحزب، لتفويت الفرص على أعداء الأمة المتربصين». وزاد: «في هذه المناسبة الإنسانية العظيمة، أدعوكم، وأدعو كل من تصل إليه كلماتي هذه، أياً كان، أن نتذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، وأن نؤكد على ما هو مشترك، فبهذا نتجاوز خلافاتنا، ونقرب المسافات بيننا، ونصنع عالماً يسوده السلام والتفاهم، ويعمه التقدم والرخاء». وأشار الملك عبدالله في كلمته إلى العوامل المشتركة بين الديانات السماوية، مشدداً على أنها تشترك في القيم العظمى التي تشكل المفهوم الأشمل للإنسانية، وقال: «إن الديانات السماوية تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظمى، تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية، وتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وما هذا التجمع الإسلامي الكبير في مشاعر الله وهذا المشهد الإيماني إلا مظهر من مظاهر الإرادة الإلهية في توحد الأمة وتوحيدها لخالقها، وتجسيد لفكرة المساواة والعدل في ظل الشرع القويم الذي رسم للبشرية قواعد الحياة الآمنة السعيدة». وجدد خادم الحرمين تعهد المملكة بحماية الحجاج وعدم السماح لأي أحد تعكير هذه الشعيرة المباركة التي يجتمع فيها المسلمون من شتى أرجاء المعمورة، وقال: «ومن هذا المنطلق وفي سبيل توفير جو الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام لن نسمح لأحد بتعكير صفو هذه الشعيرة المباركة أو النيل من أمن وفود الرحمن، فأمن الحجيج مسؤولية لا تقبل التراخي واللين، ولن نتعامل معها إلا بكل حزم وحسم، وقد هيأنا لذلك بحمد الله كافة الإمكانات البشرية والمادية لهدف خدمة وراحة وأمن ضيوف الرحمن، ليعودوا بإذن الله إلى أهلهم سالمين غانمين بحج مبرور وسعي مشكور، وذنب مغفور بإذن الرحيم الغفور».