إثر معاناة مع المرض خلال العامين الماضيين توفي صباح اليوم الأحد 15-8-2010م وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالعاصمة السعودية الرياض بعد معاناة طويلة مع المرض. وكان الفقيد قد نقل العام الماضي إلى مستشفى مايو كلينك في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتلقي العلاج مما ذكر آنذاك أنه "قرحة في المعدة والاثني عشر" وصرح حينها صديقه المقرب الدكتور علي بن طلال الجهني أن القرحة استباحت الاثني عشر، وأدت إلى ضيق في المنطقة التي تصله بالمعدة ورأى الأطباء أن لامناص من التدخل الجراحي للحفاظ على سلامة القناة الهضمية, وقد قضى بعد ذلك فترة نقاهة في أحد منتجعات أريزونا, ثم انتقل لاكمال مرحلة نقاهته في البحرين في شهر مايو الماضي لكن حالته تدهورت ونقل على إثر ذلك إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض حتى وافته المنية صباح اليوم. و ولد غازي بن عبد الرحمن القصيبي مطلع مارس من عام 1940م وعاش في الأحساء سنوات عمره الأولى. انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم. نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها, بل كان يريد دراسة "القانون الدولي" في جامعة أخرى من جامعات أمريكا, وبالفعل, حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة, ولكن لمرض أخيه نبيل, اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا, وبالتحديد في لوس أنجلوس, ولم يجد التخصص المطلوب فيها, فاضطر إلى دراسة "العلاقات الدولية" أما الدكتوراة ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالته فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياةٌ في الإدارة". المناصب التي تولاها * أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 / 1385ه * عمل مستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة. * عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971 / 1391ه. * مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 / 1393 ه. * وزير الصناعة والكهرباء 1976 / 1396 ه. * وزير الصحة 1982 / 1402ه * سفير السعودية لدى البحرين 1984 / 1404 ه. * سفير السعودية لدى بريطانيا 1992 / 1412ه. * وزير المياه والكهرباء 2003 / 1423ه. * وزير العمل 2005 / 1425ه حتى وفاته. أدبه ومؤلفاته القصيبي شاعر وروائي له مؤلفات في فن الرواية والقصة، مثل (شقة الحرية) و(دنسكو) و(أبو شلاخ البرمائي) و(العصفورية) و(سبعة) و(سعادة السفير) و(الجنيّة). أما في الشعر فلديه دواوين (معركة بلا راية) و (أشعار من جزائر اللؤلؤ) و(للشهداء). وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات (في عين العاصفة) التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها (التنمية، الأسئلة الكبرى) و (عن هذا وذاك) و(باي باي لندن ومقالات أخرى) و(الأسطورة ،,ديانا) و (أقوالي الغير مأثورة). وذكره معلمه والأديب الراحل عبد الله بن محمد الطائي ضمن الشعراء المجددين في كتابة (دراسات عن الخليج العربي) قائلا : "أخط اسم غازي القصيبي، وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه (أشعاء من جزائر الؤلؤ) الدم الجديد، وكان فعلا دما جديدا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدا، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه". ويعد كتاب (حياة في الإدارة) أشهر ما نشر له، وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن. وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفاً. ومنح القصيبي وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية, كما أن لديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين السعودية وهو عضو فعال في مجالس وهيئات حكومية كثيرة. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل