يتوجه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الى واشنطن، حيث من المقرر ان يبحث مع الرئيس الامريكي باراك اوباما عددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك علر رأسها التسرب النفطي في خليج المكسيك (والذي تتهم شركة BP بالمسؤولية عنه) والوضع في افغانستان والاقتصاد العالمي. وقال كاميرون في مقال نشره بصحيفة امريكية عشية مغادرته الى العاصمة الامريكية يوم الاثنين إن نظرته الى العلاقات بين بريطانيا والولاياتالمتحدة تتسم بالواقعية، مضيفا بأنه يعترف بأن بريطانيا هي الشريك الاصغر في هذه العلاقة. كما قال رئيس الحكومة البريطانية إنه قرر مقابلة اربعة من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي للتباحث معهم حول الظروف التي احاطت باطلاق سراح عبدالباسط المقرحي، الليبي المدان بتفجير طائرة ركاب امريكية عام 1988 وقتل 270 من ركابها، وذلك بعد كان قد المح في السابق الى انه لن يقابلهم نظرا لضيق وقته. الا ان ناطقا باسم كاميرون قال يوم امس الاثنين: "إن رئيس الحكومة يعي قوة المشاعر التي تسود الشارع الامريكي ازاء هذه القضية، ويعي ايضا اهمية تطمين اسر الضحايا. انه سعيد لمقابلتهم (اعضاء مجلس الشيوخ الاربعة) وجها لوجه وسيخصص وقتا لذلك في جدوله." ويطالب الشيوخ الامريكيون الاربعة - ويمثلون ولايتي نيويورك ونيوجيرسي - باجراء تحقيق في الادعاءات القائلة إن شركة BP استغلت نفوذها لدى الحكومة البريطانية من اجل اطلاق سراح المقرحي الذي كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في احد السجون الاسكتلندية. وكان المقرحي، المصاب بمرض سرطان البروستاتا، قد اطلق سراحه بناء على قرار اصدره وزير العدل الاسكتلندي كيني مكاسكيل في شهر اغسطس/آب 2009 لدواع انسانية. وكان اخصائيون قد قالوا في ذلك الوقت إنه لن يعيش الا لبضعة اسابيع، ولكن تبين لاحقا انه قد يعيش لعشر سنوات وربما اكثر. من جانبها، اعترفت BP بأنها حثت بالفعل الحكومة البريطانية في 2007 على الموافقة على اتفاق لتبادل السجناء مع ليبيا، ولكنها نفت القيام بأي دور في القرار الحكومي الاسكتلندي باطلاق سراح المقرحي. وقال كاميرون يوم امس الاثنين عشية سفره الى واشنطن في زيارة تستمر يومين إنه لا يتفق مع قرار اطلاق سراح المقرحي. وقال رئيس الحكومة البريطانية في مقال خص به صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية: "عندما اقابل الرئيس اوباما هذا الاسبوع سأبحث معه جدول اعمال مشترك واضح: كيفية تحقيق النجاح في افغانستان، وكيفية استعادة النمو والاستقرار الاقتصادي في بلدينا وحول العالم، ومحاربة الحمائية." واضاف: "اما في موضوع لوكربي تحديدا، اود ان اكون واضحا اشد الوضوح: ان موقفنا متطابق مع الموقف الامريكي. فأنا اتعاطف بعمق مع اسر اولئك الذين قتلوا في ذلك الحادث، وقد ادين عبدالباسط المقرحي بقتل 270 شخصا لم تتح لهم فرصة الموت في افرشتهم ووسط اهليهم. لم اتفق ابدا مع قرار اطلاق سراحه، واعتقد انه كان قرارا خاطئا." "عالم متغير" وقال كاميرون في مقاله إنه "مؤيد للولايات المتحدة دون تحفظ"، ولكنه "سيكون عنيدا وواقعيا" في ادارة علاقات لندنبواشنطن. وقال: "اعرف اننا الشريك الاصغر في هذه العلاقة، كما كنا في اربعينيات وحتى في ثمانينيات القرن الماضي، ولكننا بلد قوي وواثق من نفسه. نحن واثقون من ارائنا ومبادئنا، وينبغي علينا التصرف على هذا الاساس." واضاف: "في عالم مليئ بالاقتصادات الصاعدة، تملي علينا مسؤوليتنا ان نتعاطى مع اكبر عدد من الدول وان نسعى الى اشراكها في عملية اتخاذ القرارات الدولية. هذه السياسة ستخدم المصالح البريطانية كما الامريكية لأنها السبيل الوحيد للمحافظة على نفوذنا في هذا العالم المتغير." وفيما يخص النواحي الاقتصادية، قال كاميرون إنه لابد ان يختلف البلدان (بريطانيا والولاياتالمتحدة) في نظرتيهما الى قضايا كالتجارة. وقال: "إن دعم النشاط التجاري سيكون اولوية قصوى لحكومتي، فالتجارة هي الحافز الحقيقي الذي تحتاج اليه اقتصاداتنا. ان بريطانيا مستعدة للعمل، خصوصا مع الولاياتالمتحدة حيث توفر علاقاتنا الوطيدة فرص العمل والربح للشعبين." ومن المقرر ان يلتقي رئيس الحكومة البريطانية في واشنطن، علاوة على الرئيس اوباما، بنائب الرئيس جو بايدن ومرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الاخيرة جون ماكين وكبار اعضاء مجلس الشيوخ. كما سيلتقي بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نيويورك يوم الاربعاء.