اعلن وزير الخزانة الامريكية تيموثي جيثنر في حديث خاص لبي بي سي ان "العالم لا يمكنه بعد الآن الاعتماد اقتصاديا على الولاياتالمتحدة كما كان يفعل في الماضي". واضاف جيثنر ان اقتصادات البلدان الاساسية علبها ان تحقق نموا كبيرا من اجل عودة الاقتصاد العالمي الى حالة الازدهار، مشيرا الى ان لا خلاف بين الولاياتالمتحدة واوروبا في ما يتعلق بموضوع خفض العجز. وجاء حديث جيثنر عشية افتتاح قمة مجموعة العشرين في مدينة تورونتو الكندية نهاية الاسبوع، والتي قال الوزير الامريكي ان "المشاركين فيها يركزون جهودهم على بناء الثقة والنمو". وتطرق جيثنر الى اعتماد عدة حكومات اوروبية خطط تقشف اقتصادي بهدف خفض العجز وهو ما ينتقده الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي وجه رسالة الى المجتمعين في كندا محذرا من "مخاطر خفض الدين العام بشكل سريع وامكانية اعاقته التعافي الاقتصادي". وفي هذا السياق قال جيثنر ان "عناصر الاتفاق بين اوروبا وامريكا تتخطى عناصر الخلاف، والكل موافق على ضرورة اعادة بناء المسؤولية والثقة في المجال المالي كما ان الكل يسلم بضرورة خفض العجز الى مستويات ادنى مع الوقت". خطط طموحة واعتبر الوزير ان اوروبا والولاياتالمتحدة قد "تسلك طرقا مختلفة وسرعة مختلفة من اجل التوصل الى تحقيق الهدف نفسه"، مضيفا بأن "الولاياتالمتحدة ليست في موقع يسمح لها برسم السياسات الاقتصادية التي يجب اتباعها في البلدان الاوروبية". في المقابل، قال جيثنر ان بلاده "لديها كذلك خططا طموحة جدا من اجل خفض العجز"، الا انه اوضح بأن "الولاياتالمتحدة في موقع قوي وجيد يسمح بتحقيق معدلات نمو مرتفعة نسبيا مقارنة باقتصادات دول اساسية اخرى". يذكر ان بعض المحللين في اوروبا يقولون انه، وبينما يمر الاقتصاد العالمي بفترة ركود، لا يجب اعتماد خطط تقشف اقتصادية قبل التوصل الى تحقيق معدلات نمو مرتفعة. يشار الى ان ازمة العجز والديون اليونانية اثبتت بأن الاقتصادات التي تعاني من مستويات عجز مرتفعة تعاني كثيرا قبل ان تتمكن من الاستدانة من مستثمرين دوليين، فيما تكون بحاجة ماسة لهذا المال من اجل سد عجزها الداخلي.