فيما قلصت أمريكا مساعداتها لأفغانستان أبلغت حركة طالبان الأفغانية (BBC) برفضها إجراء أي نوع من المفاوضات مع حكومة الرئيس حامد كرزاي أو قوات حلف شمالي الأطلسي( الناتو) في أفغانستان.جاء ذلك بعد أن اقترح قادة بالجيش الأمريكي ورئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشادز إمكانية إجراء حوار مع طالبان. لكن بيان طالبان الذي تلقته بي بي سي رفض ذلك بشدة بل وازدرى العرض، وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة " لانريد أن نتحدث مع أي أحد، لا كرزاي، ولا أي أجانب حتى تنسحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان". وأضاف مجاهد ردا على أسئلة أرسلتها إليه (BBC) " لماذا نجري محادثات ونحن متفوقون حاليا والقوات الأجنبية تدرس الانسحاب وهناك خلافات في صفوف أعداءنا". وأكد المتحدث ثقة الحركة في تحقيق النصر، معتبرا أن الحديث عن المفاوضات مجرد دعاية وأن العديد من الأفغان" حتى الذين يكرهون طالبان" يتفقون مع وجهة نظرها بضرورة انسحاب جميع القوات الأفغانية أولا. ويقول جون سيمبسون محرر الشؤون الدولية في بي بي سي إن طالبان تعتقد أن الأمريكيين يعانون من حالة اضطراب بعد إقالة قائد قواتهم في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال وتعيين الجنرال ديفيد بيتريوس بدلا منه. وتعتبر طالبان على مايبدو أن اقتراحات التفاوض دليل على ضعف في صفوف قوات الناتو، بينما يواجه الرئيس كرزاي ضغوطا من الغرب بشأن مزاعم الفساد في حكومته. يشار إلى أن الأفغان المعارضين لطالبان يرون أن وجود قوات الناتو يمنع الحركة من استعادة السلطة في البلاد، لكن في المقابل المعارضة مازالت شديدة لوجود قوات أحنبية غير مسلمة على الأراضي الأفغانية. ويقول محللون إن طالبان عندما استولت على كابول عام 1996 استفادت كثيرا من قدرتها على إقناع بعض زعماء الفصائل المسلحة بقدرة الحركة على تحقيق النصر وهو ما قد يتكرر الآن. ويبدو أن الجنرال بيتريوس الذي توقع منذ يومين قتالا ضاريا في أفغانستان يواجه مهمة صعبة، فالقائد الأعلى الجديد لقوات الناتو عليه أن يفند مقولة أنه لا يمكن تحقيق النصر في هذا البلد. ويرى محللون أن بيتريوس الذي أقر الكونجرس تعيينه يوم الأربعاء سبق ونجح في مهمة مماثلة عندما تولى قيادة قوات التحالف في العراق حيث يعتقد ان استراتيجيته منعت انزلاق البلد نحو حرب طائفية شاملة كانت طالبان قد صعدت عملياتها خلال الأيام الماضية حيث امتدت من جنوبي أفغانستان إلى شرقي البلاد. ويوم الأربعاء شن مسلحو حركة طالبان هجوما على مطار يستخدمه حلف الناتو كقاعدة جوية في مدينة جلال آباد شرقي أفغانستان.وقد أعلنت قيادة القوات الدولية أن المسلحين استخدموا في الهجوم سيارة مفخخة، قبل أن يقوموا بمهاجمة المطار من كل الجهات باستعمال أسلحة خفيفة. مجلس النواب الأمريكي يقلص المساعدات إلى أفغانستان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي واشنطن تطالب كرزاي بمزيد من الجهد لمحاربة الفساد وافقت لجنة ٌ في مجلس النواب الأمريكي على تقليص نحو أربعة مليارات دولار من المساعدات المقدمة الى الحكومة الأفغانية.جاءت هذه الخطوة بعد تقارير تحدثت عن تحويل أموال المساعدات الأجنبية إلى خارج البلاد. و لن يشمل هذا التقليص الدعم العسكري و المساعدات الإنسانية، و قد تتم إعادة الدعم إلى قيمته الأولى خلال أشهر قليلة بعد أن تقوم اللجنة بالتحقيق في قضية تحويل الأموال إلى الخارج. وطالبت نيتا لوي رئيسة اللجنة الفرعية لمخصصات المساعدات بإجراء مراجعة لأوجه صرف مليارات الدولارات من المساعدات لأفغانستان في الماضي.وقالت إنها لن توافق على تخصيص المزيد من المساعدات حتى تتأكد من أن اموال دافع الضرائب الأمريكي" لن تذهب إلى جيوب مسؤولين أفغان فاسدين". لكن النائب الجمهوري مارك كيرك حذر من أن تخفيض المساعدات يهدد العمل في مشروعات مهمة ولن يساعد في جهود الحرب بأفغانستان.واشار إلى أن مشروعات مثل شبكة الكهرباء في قندهار تساعد في كسب ود السكان المحليين. كانت الاتهامات بالفساد قد وترت العلاقات بين واشنطن و كابل جعلت الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يتعهد باتخاد موقف حازم تجاه محاربة الفساد. وجاء قرار تخفيض المساعدات بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن محققين أمريكيين يتعقدون أن مسؤولين أفغان وشركاء لهم استولوا على مليارات الدولارت من المساعدات الأمريكية ووضعوها في حسابات بالخارج. كما كشفت لجنة تحقيق أمريكية عن قيام متعاقدين مع الجيش الأمريكي بدفع ملايين الدولارات كرشاوى لزعماء الجماعات المسلحة في أفغانستان. وبحسب تقرير اللجنة تنقل هذه الأموال بعد ذلك إلى زعماء حرب محليين وبعض هذه الأموال يجد طريقه إلى حركة طالبان. ويقال إن إحدى الشركات الأمنية التى طالها التحقيق يملكها ابنا عم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. وتقول مراسلة بي بي سي في واشنطن جين أوبريان إن قرار تخفيض المساعدات يرسل رسالة قوية إلى حكومة الرئيس كرزاي لحثها على بذل المزيد من الجهد في محاربة الفساد.وأضافت مراسلتنا أن قرار مجلس النواب وجه ضربة جديدة للعلاقات الدبلوماسية بين كابولوواشنطن. وقد قام وزير العدل الأمريكي إريك هولدر يوم الأربعاء بزيارة إلى كابول حيث اجرى محادثات مع الرئيس كرزاي ركزت على موضوع محاربة الفساد. وأشاد هولدر بالخطوات التي اتخذت حتى الآن في مكافحة الفساد لكنه قال "لا يزال هناك الكثير الذي يجب عمله".