انتقد البيت الأبيض تصريحات الرئيس الأفغاني حامد كرزاي التي تعهد فيها بتعليق عملية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في ولاية قندهار لحين الحصول على موافقة زعماء العشائر بالولاية. ونقلت شبكة سي أن أن الأميركية الإخبارية عن الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس قوله إن (كلام كرزاي مثير للازعاج حقا). وقال كرزاي إنه سيمنع هجوما كبيرا تعتزم قوات حلف الناتو شنّه في الولاية ضد مسلحي حركة طالبان. إذا لم يؤيد سكان المنطقة هذا الهجوم. وأضاف كرزاي الذي يتعرض لانتقادات من القوى الغربية بسبب تصريحات مناهضة للغرب، أن الأفغان لا يريدون أن يروا قادتهم (دمى في يدي أحد). وانتقد غيبس اتهامات كرزاي للحكومات الأميركية والغربية، وقال إن (الأمر كان الجمعة (في إشارة إلى تصريحات كرزاي السابقة) مثيرا للقلق، ومن الواضح أنه لم يتحسّن، باسم الشعب الأميركي نحن منزعجون من تعليقاته). وردا على سؤال عما إذا كانت الإدارة الأميركية لديها ثقة بكرزاي، قال غيبس إن كرزاي هو الرئيس المنتخب في أفغانستان مؤكدا أن زيارة الأخير لواشنطن يوم 12 مايو المقبل لا تزال قائمة. ويخطط الجيش الأميركي وقوات حلف شمال الأطلسي لشن عملية عسكرية كبيرة في قندهار لاستعادة زمام السيطرة من طالبان. وكان قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال برفقة كرزاي حين أدلى بتصريحاته أمس أمام زعماء عشائر قالوا له إنهم يشعرون بالقلق من أن العملية ستجرى في فترة الحصاد. وكان أوباما التقى كرزاي في كابل الأسبوع الماضي أثناء زيارته القصيرة لأفغانستان وهي أول زيارة له منذ توليه السلطة قبل نحو 15 شهرا، وبعد بضعة أيام طغى على الزيارة هجوم شنه كرزاي على الغرب. وطلب البيت الأبيض توضيحا بعد أن اتهم كرزاي الأجانب بالتلاعب في الانتخابات ورشوة مسؤولين والسعي لإضعافه وإضعاف حكومته. وبعد أن كان صديقا مقربا للغرب، فترت العلاقة بين كرزاي وقادة الدول الغربية في السنوات الأخيرة خاصة بعد انتخابات الرئاسة التي فاز فيها في أغسطس الماضي وشابتها اتهامات بالتزوير. ومن شأن توتر العلاقات أن يزيد تعقيد الإستراتيجية الأميركية الجديدة لمكافحة المسلحين والتي تطلب من قوات حلف الناتو أن تشدد على تأييدها لحكومة كرزاي أكثر من أي وقت مضى.