رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29    محترفات التنس عندنا في الرياض!    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    رقمنة الثقافة    الوطن    على يد ترمب.. أمريكا عاصمة العملات المشفرة الجديدة    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    المالكي مديرا للحسابات المستقلة    أسرة العيسائي تحتفل بزفاف فهد ونوف    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 تصل إلى لبنان    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    أكبر مبنى على شكل دجاجة.. رقم قياسي جديد    استعادة التنوع الأحيائي    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    أجواء شتوية    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    العريفي تشهد اجتماع لجنة رياضة المرأة الخليجية    المنتخب يخسر الفرج    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    قراءة في نظام الطوارئ الجديد    الرياض .. قفزات في مشاركة القوى العاملة    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    الذاكرة.. وحاسة الشم    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    القبض على إثيوبي في ظهران الجنوب لتهريبه (13) كجم «حشيش»    نائب وزير العدل يبحث مع وزير العدل في مالطا سبل تعزيز التعاون    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    إرشاد مكاني بلغات في المسجد الحرام    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوباما يخطط لضم (حماس) للمفاوضات بعد تلبية الشروط الأميركية
نشر في شبرقة يوم 26 - 06 - 2010


أستقبل محمود عباس والوفد المرافق له
أستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مكتبه بالبيت الأبيض الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودارت بينهما مباحثات موسعة تمحورت حول سبل حل مشكلة غزة والدفع بعملية السلام إلى الأمام بدئاً بمفاوضات غير مباشرة تقود في النهاية إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي فيما أشارن الأنباء الواردة من واشنطن إلى دخول خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على الخط بقوة من خلال إرسال رسائل للبيت الأبيض تعترف بحدود 1967 وتبدي إستعداد خالد مشعل لتوقيع إتفاقية وقف إطلاق نار دائم وخوض المفاوضات مع وفد السلطة الفلسطينة الأمر الذي أزعج محمود عباس وطالب بالإطلاع على بنود وتفاصيل عرض خالد مشعل .
وحسب موقع (القناة) الإخباري حصل الرئيس محمود عباس من القمة التى جمعته فى البيت الأبيض مع الرئيس باراك أوباما على التزام أميركى قوى للدفع بعملية السلام نحو المفاوضات المباشرة، وبدء العمل نحو آلية بديلة للحصار على غزة تستند، حسب ما لخصها الرئيس الأميركى، إلى (تأمين حاجات إسرائيل الأمنية وحاجات سكان غزة) ، وكانت أولى ثمارها إعلانه تقديم 400 مليون دولار من المساعدات الأميركية لمشاريع اقتصادية وإنمائية للمساعدات الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية، منها 45 مليون دولار لقطاع غزة .
وعلى مدى ساعة ونصف الساعة، استقبل أوباما الرئيس الفلسطينى والوفد المرافق له فى البيت الأبيض فى قمة موسّعة حضرها مستشارون فى الإدارة الأميركية، قبل أن يقام غداء على شرفه فى وزارة الخارجية استضافه المبعوث جورج ميتشل وحضره كبار المسؤولين. وأكد أوباما بعد اللقاء أنه بحث وعباس -مطولاً فى كيفية حل مشكلة غزة-، معتبراً أن -الوضع الحالى لا يحتمل، والاسرائيليون بدأوا يعون ذلك- بعد أزمة -أسطول الحرية- .
دخول حماس
ويؤكد مصدر أميركى ل أن هناك مقاربة أميركية جديدة للوضع فى غزة، وأكد أوباما أن واشنطن تبحث مع السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل والجانب الأوروبى إيجاد بديل يؤمن الفرصة الاقتصادية والحياتية لغزة ويعزل المتطرفين، ويلبى حاجات إسرائيل الأمنية. ويجرى البحث عن وسائل توقف تسريب الأسلحة وتسمح لسكان غزة بالعيش وتلبية طموحاتهم، لكن مفتاح فك الحصار هو تلبية متطلبات إسرائيل الأمنية وحاجات سكان غزة. وقد وصلت إلى البيت الأبيض رسائل من خالد مشعل تعترف بحدود 1967 واستعداده لتوقيع اتفاقية وقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل برعاية أميركية وخوض المفاوضات إثر ذلك مع وفد السلطة الفلسطينية .
ووعد أوباما بتحقيق تقدم كبير قبل نهاية العام ،2010 متعهداً أن تستخدم الإدارة كل نفوذها لإخراج العملية من مأزقها، فيما رد عليه عباس أن إحراز تقدم فى المفاوضات غير المباشرة سيضمن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. ولم يتمكن عباس من إقناع الأميركيين بضرورة الاستمرار فى عزل -حماس- ولم يطلع على التنازلات التى قدمها مشعل زعيم -حماس- للإسرائيليين عبر رسائله الثلاث لأوباما .
ولم يخف المسؤولون الأميركيون غبطتهم من تحرك مشعل الأخير. ولكن ذلك التحرك لم يعجب أبو مازن وطالب بالاطلاع عليه وتفاصيله.. ويأمل البيت الأبيض بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قبل نهاية شهر يونيو -حزيران- من أجل الضغط عليه لإظهار جدية وإعطاء تصور واضح لقضايا الحل النهائى قبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وقبول دخول -حماس- فى الوفد الفلسطينى بعد توقيعها لاتفاقية وقف إطلاق نار دائم وقبولها رسمياً بحدود.1967
ويشرح المصدر الأميركى: ولكن يتطلب الوصول إلى هذه المرحلة كما طرح أوباما على عباس خلال لقائهما وضع خطة مرحلية تعرف بخطة -الأمن مقابل الغذاء- التى تعدها الإدارة وبحثتها مع أطراف أوروبية عدة، مشيرة إلى أنها -خطة استراتيجية متكاملة لغزة تتضمن نشر قوات دولية ووقفاً دائماً وشاملاً لإطلاق نار بين -حماس- وإسرائيل، ووجود قوات أمن السلطة الفلسطينية فى المعابر بين إسرائيل وغزة ومعبر رفح، ورفعاً كاملاً للحصار فى مرحلة لاحقة .
معابر وتحقيق
وأكد مصدر فلسطينى مقرب من الرئيس عباس فى واشنطن ل أن عباس طلب من أوباما فتح معابر غزة باتجاه الضفة فى أى حل مقترح لرفع الحصار، وأن اتفاق المعابر الموقع العام 2005 يشكل إطاراً مناسباً لرفع الحصار، فهو ينص على فتح معابر قطاع غزة مع إسرائيل باتجاه الضفة، وليس فقط على مصر من خلال معبر رفح .
وعن التحقيق الذى أيده الرئيس أوباما فى قضية ماحدث لأسطول الحرية فإنه بانتظار القرار الإسرائيلى فى شأن لجنة التحقيق، إذ انفض اجتماع ثالث للمجلس الوزارى السباعى، خلال أسبوع من دون النجاح فى بلورة صيغة واضحة للجنة الفحص فى شأن الجوانب القانونية للهجوم الإسرائيلى والحصار، ما يشير إلى أن الإدارة الأميركية غير راضية عن اقتراح طاقم خبراء محدود الصلاحيات. وظهرت ملامح حرب داخلية إسرائيلية بين المستويين العسكرى والسياسى فى شأن المسؤولية عن الهجوم، فى وقت أفاد -تحقيق- أجراه -مركز المخابرات للمعلومات والارهاب- - وهو ذراع غير رسمية للمؤسسة الاستخبارية- أن الأتراك الذين كانوا على متن سفينة -مرمرة- التى تعرضت للهجوم هم -أفراد مجموعة تنظمت مسبقاً بهدف المواجهة العنيفة- مع البحرية الإسرائيلية .
تحقيق شفاف
وحول التحقيق فى ملابسات الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية.. قال أوباما إن هناك حاجة لاستجلاء كل الحقائق بشأن الحادث، داعياً إلى أن يكون التحقيق شفافاً وذا مصداقية طبقاً لما طلبه مجلس الأمن الدولى .
وأكد أن جميع الأطراف فى تركيا وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وأميركا تريد معرفة الحقائق وسبب هذه المأساة، ومنع حدوث ذلك فى المستقبل. وتوقع أن تتم تلبية المعايير التى وضعها مجلس الأمن. ودعا أوباما إسرائيل إلى الحد من النشاط الاستيطانى، فى حين دعا الفلسطينيين إلى منع ما سماه التحريض ضد إسرائيل .
ويرى المراقبون أن أوباما يسعى لتفادى مزيد من التوتر مع إسرائيل، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر -تشرين الثانى- المقبل، حيث تحظى إسرائيل بشعبية بين المشرعين والناخبين الأميركيين .
خطط واقتراحات
ويؤكد مصدر أميركى أن الرئيس باراك أوباما يعد حالياً -خطة استراتيجية متكاملة فى شأن الأوضاع فى قطاع غزة، تتضمن نشر قوات دولية ووقف إطلاق نار دائم وشامل بين -حماس- واسرائيل-، وقالت المصادر: إن -الخطة تشمل أيضاً وجود قوات أمن السلطة الفلسطينية فى المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، وفى معبر رفح الحدودى أيضاً، فيما سيتم فى مرحلة متقدمة رفع كامل للحصار المفروض على القطاع-. وأشارت إلى أن أوباما الذى أجرى مشاورات فى شأن الخطة مع أطراف أوروبية عدة، عرضها على الرئيس محمود عباس الذى التقاه فى البيت الأبيض . وأوضح المصدر أن -إسرائيل لا تبدى معارضة حقيقية للخطة المذكورة التى تهدف إلى ضمان حياة أفضل لسكان القطاع، بشرط ضمان عدم تنفيذ أى عمليات عسكرية أو تهريب أسلحة إلى القطاع لفترة طويلة للغاية-. وأطلقت الإدارة الأميركية على الخطة -الأمن مقابل الغذاء- فى محاكاة لخطة طبقتها الأمم المتحدة على العراق قبل أكثر من 15 عاماً باسم -النفط مقابل الغذاء- .
وهناك اقتراح فلسطينى قدم للاتحاد الأوروبى لفك الحصار عن غزة. ومن بين هذه الأفكار -فتح ممر بحرى للسفن من ميناء إزمير التركى إلى القطاع، وعودة المراقبين الأوروبيين إلى معبر رفح بين غزة ومصر، وإقامة معابر للسلطة فى الجانب المصرى على غرار المعابر الأميركية مع كندا والمعابر فى أيرلندا-. وكذلك فتح الممر الآمن بين إسرائيل وقطاع غزة عبر معبر بيت حانون -إيرز- ومعبر المنطار -كارنى- المغلقين من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلى. ونقل المصدر عن حركة -حماس- عدم ممانعتها وجود بعثة مراقبة أوروبية على معبر رفح وتولى الاتحاد الأوروبى تفتيش السفن المبحرة إلى قطاع غزة، وفق ما جاء فى اقتراح وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير .
وضع خطة مقبولة
ويقول مصدر أميركى آخر ل : إن أوباما يرى أن الأزمة تحمل فى ثناياها فرصة تجاوزها إلى الأفضل. ويبدو أن الفرص المترتبة على أزمة الهجوم على -أسطول الحرية- غامضة وملتبسة المعالم، فى وقت تبدو المشكلات التى على أوباما معالجتها حادة، ويتصدرها تفادى وقوع الشقاق بين اثنين من حلفاء الولايات المتحدة، ووضع خطة تلبى طلب تحقيق دولى فى الحادثة، وتقبلها إسرائيل، وتخفيف القيود على انتقال السلع إلى غزة .
وقبل الأزمة الأخيرة، بدا أن استراتيجية التضييق على -حماس-، والرقابة الصارمة على حركة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، فى محلها، وأن ثمارها ناضجة. ف -حماس- عمدت إلى فرض ضوابط على بقية الفصائل المسلحة، وحظرت عليها إطلاق الصواريخ على إسرائيل .
عقاب جماعى !!
وأضاف المصدر:لكن حصار غزة طوال 4 أعوام قوّض مشروعية إسرائيل الدولية. فعلى رغم أنها تجنبت وقوع أزمة إنسانية فى غزة، وأجازت نقل المواد الغذائية والطاقة والأدوات الطبية إلى القطاع المحاصر، رأى العالم أن إسرائيل تفرض عقاباً جماعياً على أهالى غزة .
وبدأ حلف إسرائيل مع أقدم حلفائها وأهمهم فى المنطقة يتداعى، غداة سعى رئيس الوزراء التركى الشعبوى، رجب طيب أردوغان، فى استمالة العرب والعالم الإسلامى وشجب الحصار على غزة. وتصدر الحصار على غزة أولويات العالم الإسلامى، وحل محل القضية الفلسطينية الأوسع .
استراتيجية ثلاثية
ويشرح المصدر الأميركى الثانى:على الرغم من أن الأزمة أججت مشكلات كثيرة، فقد تحمل الضالعين فيها على تغيير نهجهم. وأوباما مدعو إلى انتهاج استراتيجية ثلاثية .
الاستراتيجية الأولى:يبادر أوباما إلى تشجيع وسيط عربى أو أوروبى على التوسط بين -حماس- وإسرائيل لإبرام اتفاق يُلزم الأولى بوقف تهريب الأسلحة إلى غزة، ومنع الهجمات العنيفة على إسرائيل، والإفراج عن الجندى الإسرائيلى المخطوف لقاء رفع القيود عن نقل السلع إلى غزة، مع الإبقاء على قيد التفتيش والرقابة. وإذا أخلّت -حماس- بالاتفاق، جاز لإسرائيل أن تغلق الحدود .
الاستراتيجية الثانية: على أوباما تسليط الأضواء على الضفة الغربية، والحضّ على استكمال المفاوضات، وإقناع إسرائيل بالمبادرة إلى خطوة تحسن صورتها فى العالم، وتعزز مكانة السلطة الفلسطينية. والخطوة المتوقعة هى انسحاب الجيش الإسرائيلى من أراضى الضفة الغربية التى احتلها فى الانتفاضة الأخيرة. فقوات الأمن الفلسطينية قادرة على مكافحة الإرهاب، وفرض النظام فى هذه المناطق. وفى وسع إسرائيل توسيع الانسحاب ليشمل الأراضى المتفق على تسليمها إلى الفلسطينيين، بحسب اتفاقات أوسلو .
الاستراتيجية الثالثة:على أوباما أن يحاول ترميم العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وبعث وساطة السلام التركية بين إسرائيل وسورية. وقد يكون هذا عسيراً. ولكن حاجة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إلى ترميم العلاقات الاستراتيجية مع تركيا ملحة، وأوباما يحتاج إلى انضمام سورية إلى عملية السلام .
ويضيف المصدر: الأزمات الحادة تحمل القادة على إعادة تقويم ثمن الوضع القائم والإقرار بالحاجة إلى تغيير وجهة السير. وإذا لم يمتحن أوباما احتمال تطبيق الاستراتيجية الثلاثية فيعنى هذا أن التوتر الحاصل من قافلة غزة سيطيح بمشروع أوباما للسلام الإسرائيلى الفلسطينى .
حوار مع الجالية اليهودية
وقد رتب معن عريقات السفير الجديد فى واشنطن للسلطة الفلسطينية لقاء للرئيس الفلسطينى محمود عباس مع زعماء يهود فى الولايات المتحدة.. وأكد عباس لهم أنه لن ينكر أبداً حق اليهود بأرض إسرائيل. ويقول مشاركون فى اجتماع عباس فى واشنطن مع حوالى 30 زعيماً يهودياً من منظمات مختلفة مثل آيباك ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى، والذى دام ساعتين ،قولهم إن عباس أكد للمجتمعين أنه لن ينكر أبداً حق اليهود بالأرض. كما نقلت عن أحد المشاركين قوله: أنا متأكد أن بعض الناس لا يتفقون مع عباس. وقال الرئيس الفلسطينى خلال الاجتماع، الذى ركز بشكل رئيسى على محادثات السلام غير المباشرة والاستفزازات العنيفة، إنه سبق واقترح فى الماضى إنشاء لجنة ثلاثية تراقب التحريض وتعاقب من يقومون به، لكن إسرائيل لم توافق على ذلك. ورداً على سؤال عما عرضه على الإسرائيليين ليظهر جديته بشأن مبادرات السلام، ذكّر عباس المشاركين بأنه توجه إلى الشعب الإسرائيلى عبر مقابلة على القناة العاشرة الإسرائيلية.. فلماذا لا يذهب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تلفزيون فلسطينى ويفعل الأمر عينه ؟
معالجة القصور
ويؤكد مايكل سينغ المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط فى مجلس الأمن الوطنى فى عهد بوش أنه عندما تواجه السياسة الدولية ظاهرة المد والجزر أو التغيرات التى تحدث فى الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى، بإمكان هذه السياسة أن تدور بصورة خطيرة فى دوائر مفرغة مما يوسع من نطاق الأزمة بدلاً من نزع فتيلها. ولتجنب هذه النتيجة غير المرغوب فيها، ينبغى ألا تركز الولايات المتحدة على الحصار الإسرائيلى، بل يتوجب عليها معالجة المشاكل المتعلقة بالسياسة التى تؤدى إلى استمرار الوضع القائم فى غزة، كما عليها أن تشجع الدول الأخرى على الحذو حذوها .
وفى الوقت الذى كان فيه مسؤولو الأمم المتحدة وأوروبا قد صرفوا قدراً كبيراً من الطاقة لشجب الحصار على غزة، إلا أنهم لم يأتوا بحل أو فكرة واحدة لمعالجة مشكلة تدفق الأسلحة والإمدادات الأخرى إلى حركة -حماس-. لقد كانت الجهود السابقة التى بذلتها إسرائيل ومصر ودول أخرى لحل مشكلة التهريب فعالة بصورة جزئية فقط. وعلاوة على ذلك، هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن إيران مستعدة وقادرة على استخدام الممرات البحرية كوسيلة لتسليح جماعات مثل -حزب الله- و-حماس- بصورة كبيرة، وتشابه هذه الأدلة تلك التى تم العثور عليها على متن السفينة -فرانكوب-، فى نوفمبر -تشرين الثانى- .2009
إذا كان الغرب وحلفاؤه جادين فى تخفيف الحصار الإسرائيلى على غزة، ينبغى عليهم أن يبادروا بالقيام بجهد دولى متضافر، يتضمن التفتيش والاعتراض وتبادل الاستخبارات لوقف تدفق الأسلحة. إن رفع الحصار الحالى من شأنه أن يكون ذا فائدة قليلة لسكان غزة والمنطقة، لو أدى ذلك إلى إعادة تسليح -حماس- وإلى اندلاع صراع ثانٍ أشد فتكاً، خاصة فى الوقت الذى يزداد فيه حجم ومدى الصواريخ المتاحة ل -حماس-، والأسوأ من ذلك إذا ما تم استبدال أسلحة كهذه بأخرى موجهة .
الدول الإقليمية
ويرى سينغ: سيتطلب التصدى لحركة -حماس- وتعزيز قيام سلام دائم فى المنطقة إظهار الدول الإقليمية التزامها على جبهتين: قبول وجود إسرائيل الدائم فى جوارها، ودعم حكومة فلسطينية مسؤولة لا تقوم على العنف. وعلى وجه التحديد، يتعين على الحكومات العمل على عزل -حماس- والجماعات الإرهابية الأخرى التى لا تستهدف إسرائيل فحسب، بل السلطة الفلسطينية أيضاً. وعلى الرغم أنه من المتوقع قيام مسؤولين من حركة -حماس- بزيارات إلى إيران، إلا أنه يتعين وقف اللقاءات الأخرى، مثل زيارة مشعل إلى الرياض فى يناير -كانون الثانى- ،2010 أو موكب مبعوثى السلام الأوروبيين والأميركيين الذين التقوا معه فى دمشق، وبالإضافة إلى ذلك، فإن حدوث المزيد من التقدم فى التقارب الأميركى السورى ينبغى أن يعتمد على اتخاذ الرئيس بشار الأسد خطوات لإنهاء الحصانة التى تتمتع بها -حماس- والجهاد الإسلامى الفلسطينى فى بلاده .
بيد أن أحد التطورات على الصعيد الإقليمى المثير للقلق بشكل خاص، هو ميل الحكومة التركية المتزايد لمدح -حماس- ومهاجمة إسرائيل. وإذا كان بإمكان العلاقات التركية - الإسرائيلية - التى كانت يوماً ما قوية وصلبة - أن تنهار بسرعة، فإن احتمالات حدوث وفاق وبالتأكيد ليس قيام صداقة مع الآخرين فى المنطقة هى قاتمة .
ويجب على حكومة نتنياهو أن تنظر إلى السلام مع الفلسطينيين كحتمية استراتيجية وأن يتم السعى وراءها ومتابعتها بنفس الحماس والجدية التى يتم تكريسها للجانب الأمنى. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلى قد تلقى مؤخراً بعض الخطوات التى اعتبرت موضع ترحيب، إلا أنه بدا متردداً جداً حول الدخول فى مفاوضات واقعية مع الفلسطينيين، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتباط المفاوضات بالسياسة الإسرائيلية الداخلية، حيث إن مجىء نتنياهو إلى السلطة كان قد أعقب قيامه بحملة ضد ما اعتبره تنازلات خطيرة من جانب حكومة أولمرت، مما أدى إلى قيامه بتشكيل ائتلاف هش يمكن أن ينهار فى حالة الانضمام إلى محادثات سلام جدية .
ومع ذلك فإن التدابير التكتيكية مثل الحصار المفروض على غزة والجدار العازل الذى يتم تشييده فى الضفة الغربية، سوف تخدم فقط مصالح إسرائيل على المدى القريب. وفى وقت لاحق، ستتطلب الديمقراطية والأمن الإسرائيلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بحيث تكون أيضاً ديمقراطية وسلمية .
ويقول الإسرائيليون إنه خلال السنوات الثلاث الماضية ما بين الانسحاب الإسرائيلى من غزة فى أغسطس -آب- 2005 وحتى عملية الرصاص المصبوب، أطلقت -حماس- 3335 صاروخاً باتجاه المدن والقرى ولكن لم يجتمع مجلس الأمن مرة واحدة لمناقشة هذه الهجمات .
على أن حادثة منع -أسطول الحرية- لا يمكن رؤيتها إلا على أنها نصر كبير ل-حماس- فالمحصلة والصور والإدانة العكسية للحادث من قبل كثير من أنحاء العالم كلها تصب مباشرة فى صالح -حماس-، وتؤذى خصومها ليس فقط إسرائيل وإنما -السلطة الفلسطينية- أيضاً، وسوف تجنى -حماس- مكاسب سياسية عاجلة وفوائد عملية طويلة المدى لتعزيز حكمها فى غزة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.