في محاولة لتحسين صورتهم العامة في خطوة هي الأولى من نوعها قام نشطاء من محافظات الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بتنظيم رحلات للسنة من أنحاء المملكة لزيارة المحافظات الشيعية في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية السنية في محاولة لتحسين صورة الشيعة أمام الأغلبية السنية في المنطقة الشرقية خصوصاً وفي المملكة عموماً . فحسب ال"بي بي سي" ستنشر صحيفة فاينانشيال تايمز تقريرا لمراسلتها في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية بعنوان "شكوك السنة تحبط شيعة السعودية". وحسب "بي بي سي" يقول التقرير ان نشطاء الشيعة في المنطقة الشرقية يقومون بتنظيم رحلات للسنة من انحاء المملكة الى مناطقهم في محاولة لمواجهة عمليات التشويه الطائفي لهم. وينقل التقرير عن فتاة سنية تزور المنطقة الشرقية للمرة الاولى اندهاشها لانها اكتشفت ان "شيعة السعودية يتكلمون العربية وليس الفارسية ويقدسون القران وليس النصوص التي ترد اليهم من ايران". يتراوح عدد الشيعة في السعودية ما بين 1.5 و2 مليون من بين سكان المملكة البالغ عددهم 25 مليون، ويتركزون في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط. وتقول الصحيفة ان التمميز ضد الشيعة منهجي، اذ لا يوجد شيعي في منصب قيادي في الدولة ولا في المستويات الوسطى من الادارة. وينقل التقرير عن الكاتب الشيعي السعودي محمد محفوظ قوله: "لا تزال الدولة تتعامل مع الشيعة كقضية امنية، وليس كمواطنين لهم مشاكلهم". ويتساءل الشيخ فوزي السيف: "لا احد يشكك في ولاء كاثوليكي عربي للحكومة لانه يتبع البابا، فلماذا نحن؟" ويقول تقرير الصحيفة ان اوضاع الشيعة تحسنت كثيرا في السنوات الاخيرة، ومنذ بدأ الملك عبد الله، وقت ان كان وليا للعهد، "الحوار الوطني" عام 2003 تحسنت فرص الشيعة في التعليم والتوظيف. وينقل التقرير عن منظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية عرضها للتمييز ضد الشيعة في السعودية، وممارسات القيادات الدينية السنية التي تصورهم على انهم "مهرطقين". كان اخر اضطراب في المنطقة الشرقية وشهد اعمال عنف واسعة عام 1979 حين خرجت المظاهرات تاييدا للثورة الايرانية. وفي عام 1993 عاد اغلب المعارضين الشيعة من الخارج بعدما وعد الملك فهد بتخفيف القيود السياسية مقابل تخليهم عن العنف السياسي. وفي العام الماضي، اثر صدامات بين الحجاج الشيعة والشرطة الدينية هدد الداعية الشيعي المتشدد نمر النمر بانفصال المنطقة الشرقية عن السعودية اذا تواصلت الانتهاكات ضد الشيعة.