أعلن المستشار السياسي للرئيس علي عبدالله صالح أن هناك ترتيبات لوقف إطلاق النار بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في كل من صعدة وعمران والجوف، وأن هناك تواصلاً مع المتمردين عبر وسطاء لوقف العمليات العسكرية وبانتظار رد الحوثيين على هذه الترتيبات. وأوضح عبدالكريم الإرياني في مؤتمر صحفي عقده أمس بصنعاء أن اللجنة الأمنية العليا اتخذت جدولا زمنيا لتمديد تنفيذ الشروط الستة التي أعلنت عنها الحكومة عند اندلاع الحرب في أغسطس الماضي، وأنه تم تشكيل خمس لجان لهذا الغرض مؤلفة من 20 عضواً من مجلسي النواب والشورى وبمشاركة أعضاء من الجانب السعودي وممثلين عن الحوثيين، وهي لجنة محور حرف سفيان ولجنة محور صعدة ولجنة محور الملاحيظ ولجنة الشريط الحدودي مع السعودية ولجنه تتولى استلام الأسلحة من الحوثيين، يتم بموجبها فتح الطرقات في تلك المحاور.وقال إن اللجنة الأمنية سلمت الحوثيين، عبر وسطاء رسالة تتضمن الآلية التنفيذية لوقف الحرب وسقفها الزمني وأنهم ينتظرون رد الحوثيين عليها. وعلى صعيد المواجهات العسكرية بين الجيش والمتمردين سقط 23 جندياً قتلى في كمين نصبه لهم الحوثيون في منطقة تقع بين صعدة والجوف. وقالت مصادر محلية إن الجنود التابعين للواء 115 لقوا مصرعهم عندما كانوا يستقلون طقما عسكريا يرافق سيارة أخرى تحمل مؤنا وعتادا في طريقها إلى الجنود في اللواء 115 بمنطقة كتاف، حيث فاجأهم الحوثيون وأمطروهم بوابل من الرصاص أسفر عن مصرع 23 جندياً ، بالإضافة إلى سبعة من الحوثيين قتلوا في مواجهات أعقبت الكمين. وهاجم الحوثيون عددا من المناطق في مديرية غمر بمحافظة صعدة، حيث سيطروا على ثلاثة مواقع فيها. ونجا وكيل أول وزارة الداخلية اللواء محمد عبدالله القوسي من محاولة اغتيال بعدما تعرض موكبه لإطلاق نار أثناء زيارته لأحد المواقع العسكرية في منطقة آل عقاب. وقالت مصادر محلية إن مرافقي القوسي اشتبكوا مع مجموعة من المسلحين الحوثيين الذين استهدفوا القوسي وأدت الاشتباكات إلى مقتل اثنين من مرافقيه. وعلى صعيد متصل أصدرت المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة المكلفة بالنظر في القضايا الإرهابية حكماً غيابياً بحق يحيى الحوثي شقيق زعيم حركة الحوثي، والعضو في البرلمان عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم واللاجئ السياسي في ألمانيا. وقضى الحكم بسجنه لمدة 15 عاماً تبدأ من تاريخ إلقاء القبض عليه. ووجهت إلى الحوثي تهمة اشتراكه في عصابة مسلحة قادها في عدد من مناطق البلاد ورفع شعار الدين بدون وجه حق ضد الدولة وأمنها واستقرارها، معدا لها الوسائل اللازمة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات ووسائل النقل وأجهزة الاتصالات والذي نتج عنها مقتل عدد من الجنود والمواطنين وتخريب الممتلكات والاعتداء على السلطات الدستورية. وأشار الحكم إلى أن المتهم كان يخطط لاغتيال شخصيات اجتماعية يمنية ودبلوماسيه منها السفير الأمريكي بصنعاء إلى جانب تحريضه المغرر بهم من حركته بعدم الانقياد للقوانين وإذاعة أنباء وأخبار مغرضة لتعكير السلم والأمن العام. وفي الجنوب سقط قتيل يدعى علي الميسري وجرح ثلاثة آخرون في اشتباكات مسلحة وقعت بمدينة الحوطة بمحافظة لحج شمالي مدينة عدن بين قوات الأمن ومئات من المواطنين الذين خرجوا للتظاهر "احتجاجاً على التلاعب بالدرجات الوظيفية الممنوحة للمحافظة". وقالت مصادر محلية إن قوات الأمن تصدت للمواطنين وقمعت التظاهرة بالقوة. واندلعت في مأرب شرقي صنعاء مواجهات بين قوات من الجيش ورجال قبائل من محافظة مأرب أسفرت عن مصرع ثلاثة جنود وأربعة من رجال القبائل، بالإضافة إلى إصابات مختلفة في صفوف الطرفين . وكانت المواجهات العنيفة قد اندلعت بين الجيش وقبائل جهم على خلفية قضية آل الزايدي الذين تعرض اثنان من سجنائهم لمحاولة اغتيال داخل محكمة بصنعاء الأسبوع الماضي. من جهة أخرى قال وزير الداخلية مطهر رشاد المصري إن الحرب ضد تنظيم القاعدة متواصلة، وإن قوات الجيش والأمن تحارب القاعدة في مساحة شاسعة تصل إلي 27 ألف كيلومتر وفي مناطق شديدة الوعورة. وأوضح أن القتال ضد التنظيم يتم وفق خطط عسكرية مدروسة ستوصل قوات الأمن إلي الهدف النهائي وهو القضاء على خطر التنظيم في البلاد. وأكدً أن القوات الحكومية لا تواجه جيشاً نظامياً، بل عصابات ليس من السهل حسم المعركة معها بسهولة. وأشار إلى أن الضربات الاستباقية التي وجهتها الأجهزة الأمنية للقاعدة في كل من أبين وشبوة ومأرب وصنعاء أنقذت العديد من الأرواح وحالت دون تنفيذ التنظيم لجرائم كانت تستهدف منشآت أجنبية ومرافق حيوية في البلاد. إلى تلك الأثناء قالت وزارة الداخلية إنها ضبطت شخصاً هدد بتفجير سفارات واغتيال قيادات وشخصيات أجنبية وكانت بحوزته سيارة مسروقة. وأشارت إلى أنها تجري تحقيقات معه لمعرفة المزيد من المعلومات.