دعا إعلان في ختام القمة الصينية الأفريقية الدول الغنية إلى احترام التزاماتها بشأن فتح أسواقها وتخفيف الديون. وطالب البيان الختامي لقمة بكين التي جمعت 48 دولة أفريقية إلى جانب الصين، الدول الغنية بتقديم مزيد من الدعم المالي والتقني للسماح لأفريقيا بمكافحة أكثر فاعلية للفقر والتصدي للكوارث الطبيعية ووقف التصحر. وتعهدت الصين خلال القمة بمضاعفة مساعداتها المالية للقارة السمراء خلال الأعوام الثلاثة المقبلة وتخفيف ديون الدول الأشد فقرا فيها. وتبنت الصين وأفريقيا أمس خطة عمل جديدة للفترة بين عامي 2007 و2009، ولم يتم تقديم تفاصيل عن الخطة بشكل فوري. ووقعت الصين مع عدد من الدول الأفريقية أمس 16 اتفاقية تجارية بقيمة 1.9 مليار دولار في إطار المؤتمر الثاني لأرباب العمل الصينيين والأفارقة. وأعلن المجلس الصيني لتشجيع التجارة الخارجية شمول هذه الاتفاقيات مجالات الموارد الطبيعية والبنية التحتية والتمويل والتكنولوجيا والاتصالات هذا فيما بدأت في نيودلهي أول قمة هندية أفريقية, بمشاركة قادة 14 دولة ومنظمة إقليمية بالقارة السمراء, بهدف تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد. وتعهد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ -في كلمته أمام القمة التي تستغرق يومين- باستثمار ملايين الدولارات في مشاريع التنمية في أفريقيا. وأضاف أن بلاده ستخصص أكثر من خمسمائة مليون دولار خلال خمس السنوات المقبلة على شكل منح لمشاريع التنمية بالقارة. واستطرد سينغ بقوله إن الوقت حان لإنشاء شراكة جديدة تدخل الطرفين إلى القرن الحادي والعشرين, مؤكدا أن نيودلهي ستسهل وصول الصادرات من الدول الأفريقية الأفقر في العالم. وعن مساعي بلاده للحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي, أوضح رئيس الحكومة الهندية أنه "لن يستطيع أحد غير الهند وأفريقيا تفهم الحاجة الملحة لوجود مؤسسات عالمية لتجسيد الواقع الراهن وبناء اقتصاد عالمي أكثر إنصافا". تحديات مشتركة بدوره قال رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي إن الهند وأفريقيا تواجهان تحديات مشتركة, مضيفا "عدونا مشترك, وهما الفقر والتخلف". وتأتي القمة في مسعى من نيودلهي لمواجهة النفوذ المتنامي لمنافستها الصين في القارة السمراء الغنية بالموارد الطبيعية والبحث عن مزيد من مصادر الطاقة لتلبية احتياجات اقتصادها المزدهر. وكانت بكين عقدت قمة مماثلة شارك فيها 35 زعيما أفريقيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2006. ومن أبرز القادة الأفارقة المشاركين في القمة بالإضافة إلى مبيكي, رئيس أوغندا يوري موسيفيني والكونغولي جوزيف كابيلا والجزائري عبد العزيز بوتفليقة وكذا زعماء غانا وبوركينا فاسو وإثيوبيا. ويشمل جدول أعمال القمة أيضا قضايا تتعلق بالإرهاب وتغير المناخ والأمن الغذائي وقضايا الإصلاح في المنظمات العالمية. يشار إلى أن التبادل التجاري بين الهند وأفريقيا ارتفع من 967 مليون دولار عام 1991, إلى ثلاثين مليار دولار بحلول 2007, غير أن الصين التي كانت علاقاتها التجارية مع القارة الأفريقية أقل عام 1999, رفعت تبادلها التجاري إلى نحو 55 مليار دولار.