إن اختلاف الرأي في كثير من القضايا والأمور في حياتنا شيء طبيعي جدا ووارد وأنا هنا أحترم الرأي ونقيضه ورأي الجميع وجميع أراء الآخرين الى ابعد مدى بكل أدب ولطف دون المساس بشخوصهم ، واشكر الزميل الكاتب القدير الأستاذ رزحان بن سليمان على هذه التهم المتثاقلة التي القاها على شخصي الضعيف بقصد تبرئة اباءنا وأجدادنا مني ومما كتبت في حال كانوا موجودين لضاقوا ذرعا بما ذكرت -في مقالي السابق- بعنوان (ثقافة الطوابير خلك ذيب). فأنا أيها الزميل العزيز أقف هنا أمام كلماتك بكل لطف واحترام ولكنني لم أخفق هنا وتنجح أنت لكي تتذرع بعدم احترامنا وحبنا لأبانا وأجدادنا وهذا ليس مكانا للمزايدة والمبالغة أستاذ رزحان بهذه التبريرات الالمعية التي لم تناطح الحقيقة ، فلماذا هذه الحساسية والنظرة الضيقة وأخذت كلامي باستهجان واستنكار؟ هل لأنني طلبت بتغيير نظرتنا لأنفسنا وأوضحت بعض المفاهيم المغلوطة والمشوهة لما نستنكره في المجتمع من سلوك فوضوي عن احترام النظام واحترام الآخرين ومراعاة حقوقهم في تعاملاتنا اليومية التي أصبحت ثقافة سائدة وظاهرة سلبية.. فلماذا التملص من مواجهة الحقيقة. أم أنها كثرة الثقوب في سلوكياتنا المعوجة وأخلاقنا المتهلهلة وثقافتنا الشعبية التي غيرت الكثير من المعطيات التي اثرت في خصائص بعض مكونات المجتمع وكانت معاول التغيير في بعض مكوناته. إن احترامنا لأبانا وتربيتهم لنا هي ثقافة سائدة اكتسبناها بالذكاء الفطري والتدريب وتعلمناها بالقدوة أكثر من التلقين حتى اصبحت سلوكا يوميا نمارسه تتماهى قيمه. فأنا لم أتهم أبائي وأجدادي بالجلافة والعنطزة ولم أتجنى على الواقع ولم أصفهم بالهمجية الهوجاء والغوغاء ولم يكن كلامي ضربا من ضروب التنكر للعادات الحسنة او تمردا لبعض الاعراف والتقاليد وسطوتها في مجتمعنا.. فأنت عندما تقول أنهم علمونا كيف نحترم المعلم ، وكيف نحترم الكبير ، وأين نجلس في المجالس ونقبل رأس الكبير ، ونصل الجار ، ونصل الاقارب .. وكيف نرحب بالضيف وكيف نصب القهوة؟ شيء جيد ولم تدخل كل هذه المعطيات في ظلال النسيان ولكنني لم أبرأ واستبرأ من هذه القيم الاجتماعية. بل نحن حملنا معنا هذه القيم الجميلة ، قيم الخير والجمال لكي نحافظ على بعض الملامح التي تبقت من مجتمعنا والتي هي من فضائل آباءنا وأجدادنا. ولكن هل نقف عند هذه فقط .. وننسى مكارم الأخلاق ؟ قال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فهناك عادات ومكتسبات تحتاج الى تصحيح لأننا أصبحنا ضحايا لبعض العادات القديمة التي تم تأصيلها وتعميقها في نفوسنا. فأنا هنا قد قصدت بذلك أنه ليتهم قد علمونا كيف نحترم الغير ليس فيما اشرت له انت بل إشارة الى جانب تربيتهم لنا التربية الحصيفة الصرفة ، ضمن منظومة اجتماعية متكاملة تشكل مجتمعا فاضلا بعيدا عن التشوهات والشروخ التي قد تصيبه ، فلم تكن عباراتي سافرة ولا متفسخة لكي تقول ليتها صدرت من غيري .. ففي اباءنا وجدنا الحميمية والدفء العاطفي والقيم الجميلة والجانب المشرق والمضيء في حياتهم الذي استمدينا منه نور حياتنا ، قيم الخير التي جعلت انسانيتنا رائعة وأنا فخور بآبائي وأجدادي وتربيتهم لنا وماضيهم الجميل ، بكل بساطتهم وتعاملهم مع الاخرين وعلاقتهم معنا في تلك الحياة القديمة التي علمونا فيها حب الناس .. فقد تعلمت منهم كثيرا وأشعر بإكبار لهم. وهنا اردت أن أوصل رسالة مكتملة النضج بالعمق المطلوب والفهم والتأثير لكي نطل من خلالها على واقع مجتمعنا وتصرفاتنا نتيجة هذا التحول في المشاعر والقيم ، فأين نحن من تلك المثل والأخلاق والقيم ،، لأننا لازلنا منذ وعينا نفتقد للوعي في ثقافتنا في العديد من سلوكياتنا اليومية الغير مهذبة والتي نجاهر بها بدون احترام للآخرين حتى اصبحت مظهرا من مظاهر العنتطزة الفارغة حيث لازال في داخلنا حب الذات والأنانية المفرطة ، فكيف نرتقي بتصرفاتنا الى مراتب الوعي في ظل تلك المفاهيم المؤدلجة . لكي نسهم في ترسيخ الوعي الاجتماعي بعيدا عن النرجسية .. ولكنها كما قلت احلام وردية واثغاث احلام وهذا غيض من فيض وأنا لا أحمل في داخلي ضغينة لأي أحد يا أستاذ رزحان. النبض : (ربي أشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي) -------------- كاتب صحفي للتواصل / [email protected]