- تحدثت سابقا عن محور ( الإعلام ) الرياضي في مقال بعنوان ( العودة للوراء ) وتطرقت فيه للكثير من السلبيات التي استجدت على إعلامنا و إعلاميينا وخصوصا في الإعلام المرئي بمبادرة بعض البرامج .. - وللأسف الشديد ما زالت بعض تلك البرامج تصدّر لنا فكرا مشوها يتسنم ذروته ( حوارات ) أشبه ما تكون بجلسة على قارعة الطريق .. فهذا يتهم وذاك يشتم وآخر تتطاير الألفاظ المهترئه من ( شدقيه ). - ويبقى المشاهد هو الضحية الكبرى وخصوصا فئة الشباب الذين يشكلون الشريحة المهتمة بمتابعة الرياضة وبرامجها رغم إيماني بنضوج البعض منهم وعدم تسليم ( فكرهم ) لصولات وجولات نقاد الشهرة. ( والناسُ أسرابُ طيرٍ يتبع بعضهم بعضا ) - ما يؤلم أكثر أن تفسيراتهم للمهنية والمصداقية وإظهار الحدث كما هو جاءت متناقضة المبادئ والقيم فكانت على حساب ( الأخلاق ) و ( الحياء ) و( التربية ) فامتزجت لديهم قناعات ( الحرية ) بسواد الطرح . - كل ذلك لا يعني اختفاء المشهد الإعلامي الناجح والمنبر المتزن منهجا وطرحا بعدته وعتاده فهناك قلة من البرامج تستحق المتابعة وتميز بين الغث والسمين بعيدا عن القفز على الثوابت ومساحات الحرية الزائفة. - ما يثير المخاوف هو استشراء هذا الداء في ( جسد ) الرياضة وتنقله من عضو لآخر مستقبلا . - فالإعلام والمسؤول واللاعب والجمهور والمشاهد أعضاء لهذا الجسد يجب أن يتّحدوا كلٌ في مجاله وبقدر أدواره و ( أهدافه السامية ) فالمجتمع والوطن ملك للجميع ورياضته ومنجزاتها أحد الثوابت المتعارف عليها. - سيغضب البعض ويقول انتهى زمن الضبابية والتعتيم ويطالب بزمن الشفافية والوضوح ولكني سأطرح سؤالا عليهم .. ما الفائدة من وضوح مؤجج تعقبه فتنة صريحة مقابل ضبابية تهدف إلى السمو والرقي والاطمئنان !؟ - ولنعلم ونعمل جميعا على أننا بشر نصيب ونخطئ ولسنا معصومين من الخطأ ولا ننظر للنقد الهادف والبناء بمنظور الحقد والحسد فكلنا ( إنسان ) لا نملك المعجزات والخوارق ولكن لابد لنا أن نملك الأخلاق والمبادئ . - يقول غاندي عن فلسفة الحرية : ( عندما تمتلك الحقيقة يجب عليك أن تقولها ( بحب ) وإلا سيرفضها الآخرون ويرفضونك )