ويحسب كثير من الناس أن زمن الفكر والفلسفة انتهى مع انتهاء زمن (الغزالي وابن رشد) واخترت هذين العلمين لأنهما متناقضان في أفكارهما حول الفلسفة، الأول لا يؤيد الفكر الفلسفي وينتقده باستمرار ولنا في كتابه (تهافت الفلاسفة) ما يكفينا لفهمه. والثاني يعارض الغزالي ويذهب إلى حد اعتبار الفلسفة جزءا من حياة الناس العقلية وحتى الاجتماعية.. لم يذهب الفكر الفلسفي بذهاب رواده من المؤيدين والمعارضين. فها هو عمنا الدولي وزميله/ المنسدح الكبير أبو هلالة يبرزان على الساحة الفكرية والثقافية بشكل لافت لم يتنبه إليه النقاد حتى الآن .. يقول عمنا الدولي إن من أسباب تفشي الجهل والفقر والمرض في المجتمعات العربية تقاعس حكوماتها عن تقديم ضمانات تمنع تفشي تلك الآفات. وإن فلسفة الحكومات العربية تجاه آفات المجتمعات تتمحور حول مبدأ (دعه يعمل دعه يمر) تترك للمجتمع حرية الحركة لمناهضة آفاته بنفسه وكأنه كائن حي ينتج كل شيء بما فيه الضار والنافع، ويرى عمنا أن واجب الحكومات لا يتوقف عند مبدأ العمل بملء الإرادة أما الفيلسوف أبو هلالة المنسدح الكبير فيرى عكس ذلك تماما. إذ يؤكد معارضته لما ذهب إليه زميله/ الدولي، ويقول: إن الهرم الاجتماعي يبدأ من القاعدة وينتهي إلى القمة. والهرم في قاعدته أوسع من قمته وهذا يعني أن أفراد المجتمع هم الأغلبية، فكيف نحمِّل الأقل مساحة وعدداً مسؤولية الأغلبية؟ إن المجتمع بنفسه هو المسؤول عن مواجهة تلك الآفات التي سمّاها زميلي الدولي ومنها الجهل والفقر والمرض. وليس على الحكومات سوى الإدارة وهذا يكفي.