- أصبح الوحداويون يتحاشون الحديث عن فريقهم ، كونه (أي الحديث) يضطرهم لنكء الكثير من الجراح التي لم يكن التاريخ كفيلاً بعلاجها، بل لن أبالغ في الوصف حين أقول إنهم ينظرون للحديث عنه كمن يشتكي ألمًا تأصل في أحد أعضاء جسده، ولِمَ لا؟ فهم لا يشجعونه بل يعشقونه حتى أصبح تاريخه جزءا لا يتجزأ من تاريخهم. - أكاد أجزم أن هؤلاء العشاق لا يريدون الآن سوى إجابة محددة ومقنعة عن الأسباب التي أدت بالفريق إلى البقاء كمحطة استراحة للفرق الصغيرة قبل الكبيرة؟ - من وجهة نظري إن هناك أكثر من سبب ، منها : أن آثار وتبعات الهبوط مازالت تطارده حتى وإن تمكن سريعا من العودة لدوري زين ، وهي آثار فنية وإدارية وعناصرية وما جعلها تستمر إلى الآن هو عدم تمكن الطبيب (الرئيس) من تشخيص الحالة بشكل صحيح أو ربما انه لا يملك ثمن الدواء فاضطر للاكتفاء بالمسكنات. - أما السبب الثاني فيكمن في عدم وجود لاعبين مميزين أصحاب خبرة بعدما تم تفريغه من كافة نجومه وآخرهم المدافع ماجد بلال وأحمد الموسى وهذا الأمر يتحمله محبوه من رجالات مكة الذين وقفوا يتفرجون على الفريق وهو ينهار موسمًا بعد آخر دون أن يتدخلوا إما بالدعم أو الإصلاح مما جعل رؤساءه يستسلمون سريعًا للأزمات المادية ويبيعون عقود اللاعبين المميزين واحدًا تلو الآخر. - وهناك سبب آخر وهو سوء الإدارة ، وقد يقول أحدهم : إن الإدارة لا تملك المال الذي هو المحرك الرئيس فأقول له : ان مشكلة إدارة الوحدة الرئيسة لا تكمن في عدم توفر المادة بل في سوء التخطيط والذي نتج عنه الكثير من التخبطات الإدارية وإلا ماذا نسمي تعاقُب أربعة مدربين وثلاثة مشرفين وأربعة مدراء كرة على الفريق في فترة وجيزة؟ وماذا نسمي إهمال الإدارة في التعاقد مع أربعة أجانب مميزين كان من الممكن أن يسيروا بالفريق لمراكز الوسط على الأقل؟ - إذا ما أرادت الإدارة أن تعمل شيئًا يحفظ ماء وجهها ، فإن لديها أحد الخيارين ، إما العمل من الآن على التعاقد مع لاعبين محليين لديهم الخبرة وأربعة أجانب مميزين أو التحلي بالشجاعة وتقديم الاستقالة قبل أن تسوء الأوضاع أكثر. - يجب على جماهير الوحدة أن تصحو من حلمها بأن تكليف صالح كامل أتى من أجل دعم النادي وحل مشاكله المادية وتعلم بأنه جيء به فقط لإبعاد النادي عن أي خلافات بين أعضاء شرفه ولكنه بدلاً من ذلك قام بقطع الطريق على بقية محبيه الذين بإمكانهم قيادته إلى ما هو أفضل بكثير من مركزه الحالي. - إدارة مفلسة ماديًّا وغير قادرة إداريًّا على السير بالفريق في الطريق الصحيح ، ولاعبون محبطون من كل شيء فماذا نتوقع أن تكون النتائج؟ - لن آتي بجديد أو أفشي سرًا حين أقول إن الاتحاد السعودي لكرة القدم له اليد الطولى فيما وصل إليه هذا النادي العريق من سووووووووء.