ليس عيباً أو غريباً أو حتى مستغرباً أن تخسر في عالم كرة القدم ، لكن أن تتلقى شباكك نتيجة مذلة وأنت تملك الظروف الأفضل والإعداد الأميز والاستقرار الأكمل ، مقابل منافس لا تتوفر له أدنى ما توفر لك أو حتى لإعداد فريق لخوض بطولة قارية بحجم بطولة آسيا ، هذا ما حدث لمنتخبنا الوطني للشباب في أولى مبارياته أمس أمام المنتخب السوري عندما تلقى خسارة كبيرة قوامها خمسة أهداف مقابل هدف مع الرأفة ، مقابل مستوى هزيل للاعبينا لا يتناسب مع ما توفر لهم وللجهازين الإداري والفني من برامج إعدادية مكثفة في بعض البطولات والمعسكرات. كنت سأتقبل كمواطن رياضي الخسارة بروح رياضية لو كان الفريق السوري حصل على أفضلية إعدادية ، ولدى لاعبيه دوري قائم ، لكن لا هذا ولا ذاك حدث .. إضافة إلى ما تعيشه سوريا البلد تحت صوت الرصاص والمدافع والانقسام ، أي حتى بلد آمن للفريق السوري الممتع لم يجدها ، فبات من حقي أن أغضب وأتعجب على منتخب بلدي المترنح وعلى القائمين عليه ، فألا يكفي أننا بالكاد فزنا قبل أشهر على منتخب فلسطين (المحتلة) في البطولة العربية ، وخسرنا كأس آسيا 2007 من العراق (المحتل) حينها ، لنقول : ارحمونا من هذا (البؤس) واخسروا من الذي أفضل منكم على الأقل. مدرب الاتحاد كان شجاعاً في عدم مشاركته في التسيب الإداري وهو يكشف تغيب نايف هزازي دون اذن منه عن التدريبات والمشاركة في مباراة نجران المفصلية عقب الخروج الآسيوي المرير. وتفضيله قضاء إجازة قصيرة في دبي مع خطيبته الفنانة بلقيس. السؤال الذي يطرح نفسه والذي ينطبق أيضاً على شقيقه إبراهيم : لماذا جوازي سفرهما بحوزتهما وليسا بحوزة إدارة النادي؟ والسؤال الأهم : أين إدارة الكرة إذا كانت هناك إدارة أو مدير أو مشرف كرة بالفريق يلعب دوراً في مثل هذه المنعطفات من ضبط وربط؟ بصدق الإدارة والفريق الكروي أصبحا في مركب تتلاطمه الأمواج .. وان لم يحسنا معبر لهما إلى شاطئ الاستقرار ، فحتماً أحدهما سيغرق ، وربما الغريق الأكبر هو النادي، المسؤولية مشتركة بين الطرفين والقادم أصعب. وإدارة النادي تحديداً يجب عليها إصدار بيان يوضح ما هو موقفها وما هي آلياتها في إدارة النادي أمام جماهيره.