في الوقت الذي شوه فيه بعض اللاعبين والإداريين جمال وإثارة الديربي الآسيوي الكبير بين الأهلي والاتحاد، خرج من هم أسوأ بعد اللقاء بتصريحات دفاعية مستميتة عن مشاغبيهم أو متهميهم ، وسايرهم في ذلك نقاد وإعلاميون ب (معهم وعليهم - مع الخيل ياشقراء)..!! لم أسمع -مع اعتذاري مسبقا لأي ردة فعل إيجابية- تصريحا لمسؤول في الناديين بأنه سيعاقب المخطئين أو المشاغبين من ناديه..!! ويا ليت البعض التزم الصمت على أقل تقدير لحين معرفة القرارات التي سيصدرها الاتحاد الآسيوي ، بل الأسوأ أن يظهر مسؤولون من الناديين إعلاميا أو في بيانات بمحاولة إدانة الطرف الآخر ، حتى أننا بتنا على مقربة من حمل السيوف وامتطاء الخيول واقتحام النادي المنافس ، من الجانبين بالطبع..!! وليس ناديا الاتحاد والأهلي صاحبي الأسبقية في هذه الفوضى والصعود بالتنافس الرياضي إلى مرتفع من التناحر والتسلح بأدوات الحرب ، فجل الأندية لدينا وغالبية الرياضيين ، كل في موقعه ، هذا ديدنهم بالتباري في إدانة الطرف الآخر أو الذب عن كل منتم للنادي حتى وإن كان خطأه فادحا وفاضحا وبذيئا...!! كنت أتمنى من إدارة نادي الاتحاد أن توقف إبراهيم هزازي وتعاقبه ، وفي المقابل تعمد إلى ذات القرار إدارة الأهلي مع منصور الحربي وخصوصا أنه لن يلعب نهائي آسيا ، أو على الأقل تضع خط رجعة بردع من يشوه النادي وجمال التنافس الرياضي ، ولكنها ذهبت لأبعد من ذلك (عكسيا) بنيتها مخاطبة الاتحاد الآسيوي لرفع البطاقة الحمراء..!! وكأن الأهلي أو غيره حكرا على لاعب ، أساء لنفسه ولناديه، دون أن نقلل من قيمته وأخلاقياته وتاريخه الجميل، لكنه وقع في (فخ) هزازي فأصبح مثله..!! وأؤكد هنا على أن كل التبريرات التي تذهب لاستفزاز من هذا أو ذاك لن تشفع لمن وقع في المحظور.. نعم الحكم الياباني وقع في بعض الأخطاء ولكن كثيرين لدينا مازالوا يضحكون على أنفسهم وهم يرمون بالتهم على الحكم الذي قراراته لارجعة فيها وتصنف قانونيا (تقديرية)..! وعودا على بدء، فإن قياديين ومسؤولين في الناديين شمروا عن سواعدهم دفاعا عن متهم أو متورط وهم غير موجودين في قلب المعركة .. وكثيرون لدينا يذهبون لتاريخ المتهم بأنه ناصع البياض وأنه كذا وكذا ، في حين أن بني البشر خطاؤون ، وخير الخطائين التوابون ، والإنسان أيا كان ممكن أن يقع في المحظور في لحظة غضب حتى مع (فلذة كبده) وبأبشع (ردة فعل) فما بالكم في ملعب كله صخب وأعصاب على مدى أيام تبلغ ذروتها خلال ال (90 دقيقة) في الميدان ، وقد ترتفع درجة العصبية مليون في المائة لدى البعض. وهنا لا أصادق على تهمة أحد ، بقدر ما أستغرب ممن يدافعون بناء على سمعة وتاريخ واسم وقيمة التي بلا شك هي محل تقدير لمن يتسحقها. أيضا من الغريب جدا أن يظهر إثنان من ناديين متنافسين ، ليس في هذه الحادثة ، بل في مناسبات مختلفة ، أحدهما يتهم والآخر ينفي ، ويصل الأمر إلى القسم بالله العلي العظيم ، ربما من الإثنين .. فيكون المتلقي في حيرة ، وبالطبع الجهة العليا صاحبة الصلاحيات في ضبط ومعاقبة وردع المغالين والمتهورين تميل للهدوء والسكينة والدعة والكسل ثم تصحو وتعمل ب (كل واحد يصلح سيارته)..!! وهنا أعيد ما قلت في برنامج (المنصة) بأن اتحاد القدم ك (سلطة عليا وقيادية) من واجبه ردع المشاغبين ومن يشوهون الرياضة حتى لو كانت المباراة بتنظيم آسيوي ، وأزيد بأن التشاتم والاتهامات بالعنصرية وغيرها من عدة أطراف ، معني بها (اتحاد القدم السعودي) فهي (خارج الملعب) ، ولن يتابعها أو يهتم بها الاتحاد الآسيوي ، وإن لم يتحرك اتحاد القدم (المؤقت) تجاه ما سمعنا وقرأنا فإنه يشارك في جريمة الانفلات حد المصادقة عليها بما يوسع دائرتها .. والله المستعان. أما الإعلام فللأسف هناك من أشهروا أقلامهم بنفس طريقة الإداريين وأسوأ ، دون أن يكونوا أمينين في إدانة كل الأطراف الضالعة في الشغب والفوضى والبذاءة ، ورفعوا أصواتهم ومزقوا صحفهم بأساليب بالية دون وعي ولا مسؤولية ، ونصبوا أنفسهم -كالعادة- محامين عن أنديتهم فقط..!! بقي أن أشير إلى لاعبين على مستوى عال من الأخلاق والاحترام والعقلانية خلال المعركة الطاحنة ويستحقون الشكر والتقدير بخطابات رسمية تثمن مساهتمتهم الكبيرة في فض الاشتباك وإبعاد بعض من وصلت نرفزتهم حد الضرب أو أخذ الحق باليد .. هؤلاء يتم رصدهم من الشاشة ويمنحون وسام الشكر رسميا ، علما أن هناك من أشاد ببعضهم.