لم يتبق للجيل الاتحادي المعجون بالخبرة والتمرس والقتالية والمنجز أي مجد يفاخرون به مستقبلاً أقرانهم عند قراءة التاريخ سوى لقب أكبر قارات الأرض للمرة الثالثة والوصول للمونديال للمرة الثانية. ويفاخر به ناديهم أندية القارة بأكملها .. ويجعل عشاق الأصفر والأسود يفعلون مثلما فعل أبو حنيفة عند أي جدال -كروي- بأن يمدوا أرجُلهم. مبروك زايد ، حمد المنتشري وأسامة المولد ورضا تكر وسعود كريري ومحمد نور ، قرابة نصف فريق (ملك آسيا) يشكلون عناصره في موقعتي نصف النهائي أمام الأهلي. منهم من شارك في المنجزين القاريين الفاخرين اللذين تفرد بهما ناديهم قارياً ، ومنهم من حقق آخر منجز وذهب أيضاً للمونديال. لذا هم اليوم يشكلون الجبهة الفنية ميدانياً .. والجبهة المعنوية الداخلية للفريق في المنعطف الآسيوي الاستثنائي كونه أمام الغريم التقليدي. تلك النخبة من نجوم الخبرة التي قد لا تتشكل في اي فريق سعودي آخر ، أدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، فذهبوا إلى تخليص أجواء معسكرهم من أي متطلبات باتت تعد من الكماليات حتى لو كانت هي في الأصل (مستحقات) ملزمة على إدارة ناديهم. موقف رجولي .. أو هكذا يبدو فعلاً ، وهي العدوى الحميدة التي سرت في باقي زملائهم اللاعبين ، فجل لاعبي الخبرة الذين ذكرتهم وغيرهم من اللاعبين لديهم مقدمات عقود متأخرة بملايين الريالات مستحقة السداد .. لكنهم التفتوا لموقعة جوانزو الصيني الشرس وأنهوها بنجاح .. وينتظرون إنهاء مهمة الأهلي ومن ثم النهائي وبعدها لكل حادث حديث في ما يخصهم ، مقدمين مصلحة الكيان وجماهيره على مصلحتهم في إيثار يحسب لهم. المقربون من البيت الاتحادي يؤكدون أن الأجواء المسؤولة التي يعيشها اللاعبون في المعسكر بشكل عام هي التي تعكس الارتياح بعيداً عن الضجيج الذي يحيط بالمباراة أو النادي جماهيرياً وإعلامياً. في المعسكر المقابل .. قد لا يملك الأهلي نخبة مشابهة من لاعبي الخبرة البطولية الفاخرة كما هو غريمه التقليدي .. لكنه يتميز بلاعبين يملكون الحيوية والطموح والقتال لآخر رمق لتحقيقه. وليس هناك طموح أكبر من اختصار عقدة أو جفاء الدوري له لأكثر من (3) عقود باعتلاء عرش القارة بأكملها بتاج دوري الأبطال. أليست هي (3) مباريات كافية لجلب المجد من أقصاه لأقصاه؟ المعسكر الأهلاوي لديه طقوسه التي لا تترك مجالاً للصدف أو الارتباك أو خلق أجواء مشحونة بين لاعبيه عبر قبضة إدارية محكمة تدرك أن حدوث مثل ذلك قد يؤثر على اللاعبين الكثر الذين لديهم خبرة قليلة في نزالات كهذه مليئة بالضغوط. مباراة اليوم هي مواجهة بين الخبرة والطموح في الملعب .. والإعداد النفسي خارجه .. فهل يحسم التأهل من المباراة الأولى كما أتوقع؟