شيء مؤسف أن يقع الأبناء ضحية إهمال آبائهم وأمهاتهم ، وشيء مؤسف أيضاً ألا نتخذ من أحداث الآخرين عِبْرةً لنا ؛ فرعاية الأبناء والمحافظة عليهم واجب ديني ؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : (ألا كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راع ، وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته ، وهو مسؤول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ، وهي مسؤولة عنهم ، والعبد راع على مال سيده ، وهو مسؤول عنه ، ألا فكلكم راع مسؤول عن رعيته) متفق عليه. أين نحن من هذا الحديث الكريم؟ لم تعد هناك رعاية كبيرة ؛ فكثير من الأطفال يموتون لعدم وجود الرعاية من أهلهم. لقد تبلَّد فينا الإحساس حتى أصبحنا نُهمل أعز الناس (فلذات أكبادنا). ولقد تألمتُ -كما تألم غيري- من الأخبار التي نقرؤها على صفحات صحفنا الإلكترونية والورقية ، عن الحوادث التي يذهب ضحيتها العديد من الأطفال ، وآخر تلك الأخبار الطفلة التي ماتت داخل سيارة والدها ، بعد أن نسيها الجميع عند عودتهم من رحلة أسرية! أسأل الله العظيم أن يجبر مصاب والدَيْها ، وأن يلهمهما الصبر ، وأن تكون شفيعة لهما يوم القيامة. أطفال يموتون نتيجة العنف ، وآخرون يموتون نتيجة الإهمال ؛ فمنهم من يلقى نحبه تحت عجلات السيارات ، أو بشرب مواد سامة ، أو بالتعذيب وتتعدد الحوادث ، ولا نجد من يعتبر من هذا كله ، وإلا لما تكررت المآسي. لقد رأينا كثيراً من الأطفال الذين يضيعون في الحرم المكي أو الحرم النبوي ، فتتلقفهم أياد أمينة حتى يحضر ذووهم لاستلامهم. وكم من أطفال ضاعوا من ذويهم ولم يعودوا ؛ لأنهم وقعوا في أياد غير أمينة ؛ فأصبح أهلهم يعضون أصابع الندم على إهمالهم وعدم المحافظة عليهم. إننا أمام مشكلة كبيرة ؛ فموت هؤلاء الأطفال أو ضياعهم أو التساهل في رعايتهم مسؤولية تقع على الوالدين أولاً ، ثم على المجتمع الذي يجب أن يعمل على توعية الأُسر التي لا تهتم بأطفالها ؛ فتتركهم يواجهون أخطار الموت أو الضياع -لا قدّر الله- فقد قال صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تدعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). أسال الله أن يحفظ أبناء المسلمين من كل شر ومكروه. ------------------------------------------------- مدير مكتب صحيفة عكاظ بمحافظة الطائف (سابقاً) كاتب بصحيفة سبق الإلكترونية (حالياً).