من خلال متابعاتي المستمرة لبرنامج "حوار من الداخل" عبر البرنامج الأول في الإذاعة السعودية والذي لا يقطعها سوى الأشغال الخاصة، وهو برنامج يتقابل مع فئة الأبناء من الجنسين من الذين اقترفوا انحرافات تسببت في دخولهم الإصلاحيات، وجدت أن "انعدام الحوار الأسري داخل الأسرة كان السبب الأبرز في انحرافات الأبناء حينما لا يجدون من يستمع إلى مشكلاتهم بسبب انشغال الوالدين، وهو حق من حقوق الأبناء في أن يجدوا من يسمعهم داخل أسرهم ويذلل صعوباتهم ويلبي احتياجاتهم النفسية والمادية التي دعا إليها ديننا الحنيف، وهذا الحق يتضمن الرعاية الجسدية والتوجيه النفسي والإرشاد والنفقة على المأكل والمشرب والملبس إلى حين يكبر الأبناء ويصبحون قادرين على كسب لقمة عيشهم وعدم إهمالهم من هذه الحقوق وإلا ضاعوا أو بحثوا عن وسائل لتحقيقها، وهنا تبدأ الانحرافات الخطيرة، فهم أمانة في عنق والديهم قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"، وعن عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " اللهم أصلح أبناءنا.