إن الله تعالى أنعم على الإنسان نعما عظيمة تستوجب الشكر , ومنها خلق الأعضاء العديدة ، وإن اللسان أحد هذه الأعضاء ، وهو الناطق بالكلمة إن كانت خيرا , فهي خير للإنسان , وإن كانت شرا فهي شر على صاحبها ، وقد حثنا الدين على الكلمة الطيبة لما لها من الآثار الطيبة , فهي تسر الناس , و تدخل البهجة والمحبة والحبور على القلوب وتزيل الغل والعداوة منها , وتنشر الألفة والصفاء وتؤلف بينها , وتترك أثرا محمودا في القلوب والنفوس يعود بالخير على الأفراد والأسر والمجتمع , وللكلمة الطيبة دور عظيم في التأثير على مشاعر الآخرين , وكسب تقديرهم واحترامهم , والتي تتضمن النصح والإرشاد , بعيدا عن اللوم والعتاب , وعن طريق الكلمة الطيبة , أو المعاملة الحسنة يحبك الآخرون , ويتقبلون التوجيهات , وتكون سببا في تصحيح السلوك الخاطئ , وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن فضل التبسم على صاحبه والآخرين فقال : (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ..) رواه البخاري , فما بالك بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة , وبالمقابل حذرنا الدين الحنيف من الكلمة السيئة , فهي وبال على صاحبها في الدنيا والآخرة , فالكلمة ملك للإنسان إذا لم ينطقها الإنسان , وإن نطق بها أصبحت ملكا للآخرين , قال صلى الله عليه وسلم : (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعه اللَّه بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رَوَاهُ البُخَارِيُّ ، فعلى المسلم أن يحرص على الخير , ويكون قدوة حسنة في المجتمع , ومربيا فاضلا يحرص على تهذيب أخلاقه وتوجيه الآخرين بالكلمة الطيبة , والتحذير من الكلمة السيئة , والسلوك الخاطئ حتى تنتشر الأخلاق الكريمة , وأن يراقب الله في أقواله وأفعاله ولو يعلم المسلم ما تفعله الكلمة الطيبة بالمشاعر والأحاسيس لحرص عليها كثيرا ، فالكلمة الطيبة لها دورها الفعال في التفاهم بين الجميع على مشاكل هذه الحياة التي تواجههم , والتعاون معا على حل المشاكل , مما يكون سببا في الألفة , واستمرار أو أصر المحبة بين الأفراد , وتماسك المجتمع , لا سيما أنها تعد من وسائل الحوار الهادف و نحن -اليوم وكل يوم- محتاجون إليها ونشرها بين فئات المجتمع , حتى يكون المجتمع فاضلا , فإن ورأينا سلوكا طيبا أشدنا به وبصاحبه , وإن وجدنا سلوكا خاطئا حذرنا منه , ووجهنا صاحبه توجيها سليما.