إن الله تعالى خلق الإنسان , و خلق له جوارح عديدة كي يختبره في عمل تلك الجوارح , و هل يقيدها في طاعة الله أم لا , و هي نعم للإنسان في الدنيا و الأجر في الآخرة إذا ما استخدمها في طاعة الله و مرضاته , أو نقم على الإنسان في الدنيا و الآخرة إذا ما استخدمها في الشر و غضب الله , فقد تقوده إلى المعاصي إلا ما رحم ربي , فالعين تنظر إلى الحرام , و السمع يسمع حراما , و اليد تبطش بالحرام , و القدم تمشي إلى الحرام , و من تلك الجوارح : اللسان , فهو آفة الإنسان و هو وسيلة الكلام و الفصاحة و البيان , و ترجمان القلوب إما خيرا أو شرا , و الإنسان محاسب على كلامه , فالكلمة إذا لم ينطق بها المرء فهي ملك له , و إن تكلم بها أصبحت ملكا للجميع , و قد تكون وزرا عليه , قال تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) 18 , ق , و قال صلى الله عليه و سلم : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات , و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري . و للسان آفات كثيرة لا تعد و لا تحصى بعضها يعلمها الإنسان , و الكثير منها يجهلها مابين المعاصي و الأخطاء و الجهل فمن الآفات : الكذب على الله بغير علم و هذا ذنب عظيم , و التحدث بأعراض المسلمين و ذكر عيوبهم و التهكم و السخرية في خلقهم أو أخلاقهم , و التنقص من قدرهم و حالهم أو أحوالهم عن طريق تلك الصفات السيئة : الغيبة و النميمة و البهتان و غيرها , و من آفات اللسان الكذب و الذي لا يعتبر من صفات المسلم , فالمسلم لا يكذب , و منها أيضا : الشتم و الفحش و البذاءة و شهادة الزور , قال تعالى : ( و الذين لا يشهدون الزور و إذا مروا باللغو مروا كراما ) 72 , الفرقان . لذلك اجعل أخي المسلم لسانك رطبا بذكر الله تعالى, و لا تتصدق بحسناتك على الناس, فتكون مفلسا فأنت بحاجة إليها يوم الجزاء و الحساب. قال صلى الله عليه و سلم: ( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ( رواه مسلم . و قيل : احذر لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان .