في كثير من المجالس ، وفي ساحات الحوار والتواصل الاجتماعي تجد نفسك وقد أحاطت بك مجموعة من محبي الرياضة يتحدثون عن كلمة واحدة (النفوذ)! إلى وقت قريب لم نكن نسمع ب(نفوذ) لأندية معينة ، إلا أن هذه الكلمة وبكل ما تحمل من تأثير في القرار وصناعته باتت ترتبط بأندية دون غيرها. على الأقل ، هذا يحدث عند الجمهور ، وهم يصنفون الأمور حسب ميولهم وأهوائهم ، فالمشجع الهلالي يرفض أن يقال عن ناديه أنه صاحب نفوذ ، ولا يكتفي بذلك بل يلصقها بناد آخر! والمشجع الأهلاوي يضحك ويسخر منها ، لأنه يرى أن ناديه لم يستطع فرض علاج بعض لاعبيه الذين تعرضوا لإصابات مع المنتخب ، فكيف يكون صاحب نفوذ؟ هناك في (الإعلام المضاد) يحاولون أن يصوّروا النادي الأهلي على أنه ناد يستطيع تغيير القرار ، بل وصناعة القرار ، وربما قالوا إن بإمكانه أن يغيّر طريق البطولة! والواقع أن النادي الأهلي يملك نفوذاً لا يملكه غيره ، ولكنه في المقابل يملك رجالاً يتعاملون بأخلاقيات الرياضة ، ولا يرضون أن يحولوا المنافسة الرياضية إلى حراج ، أو سوق للعقار! ذلكم هو الفرق بين النادي الأهلي وغيره من الأندية ، فكم من الحالات التي تضرر فيها النادي الأهلي ، وتقبل الوضع ، إيماناً منه بأن الرياضة لا تخلو من الأخطاء! وليس ذلك فحسب ، بل كم من البطولات التي كانت للأهلي وذهبت لغيره ، ولم يستخدم الأهلي نفوذه الذي يتحدثون عنه ، فأمسى المدرج الأهلاوي حزيناً ، بعد أن صادرت صافرة حكم ، أو قرار لجنة حقوقه الشرعية! ولو استخدم الأهلي (نفوذه) لأجَّل مباراته المقبلة أمام الاتحاد دون الرجوع إلى لجنة المسابقات ، وهو الذي يستطيع فعل ذلك ، ولكن مصلحة الرياضة عنده أهم من مصلحته الخاصة! فأي نفوذ يتحدثون عنه ، وعضو لجنة بالمسابقات يصرّح فضائياً قبل أن يتقدم النادي الأهلي رسمياً بطلب تأجيل مباراته أمام الاتحاد ويقول (مرفوض ، مرفوض ، مرفوض)! هل بات على النادي الأهلي أن يتحوّل إلى كوكب آخر ويهجر كوكب الأرض ، فما ينادي به الأهلي ، وما يطبقه لم يعد صالحاً ، فإما أن يغيّر من طريقته وأسلوب تعاطيه مع الأحداث ، أو يقبل بالمزيد من الضغوط؟ وإذا تناولنا المواقف التي يسجلها التاريخ للأندية العظيمة ، فليس هناك ما هو أبسط من أن تستغل ظروف منافسك ، لا سيما إذا كان في حالة انهيار تام ، كما حدث لفريق التعاون بعد تلقي خبر وفاة لاعبه ناصر البيشي! لكن الأهلي رفض أن يلعب المباراة ، وقدم رئيسه ولاعبوه واجب العزاء لإدارة نادي التعاون ولأسرة اللاعب ، وتحمل النادي تكاليف الطائرة الخاصة التي نقلت الفريق إلى بريدة وأعادته إلى جدة! ذلكم أحد المواقف التي لا يفعلها (إلاّ .. الأهلي) ، ومع ذلك تتعامل معه لجان اتحاد الكرة بمواقف غير مفهومة ، لا تملك أمامها إلاّ الضحك المنتهي بالبكاء على حال رياضتنا ولجانها! والحديث عن الأهلي يأخذنا إلى نادي التعاون ، فقد تعرض الفريق التعاوني في ثلاث مباريات متتالية إلى ظلم كبير من التحكيم أفقده (تسع نقاط) ، أمام الاتفاق ، والنصر ، والرائد ، فمن جزائية لم تحتسب أمام الاتفاق ، إلى هدف غير شرعي للنصر ، إلى ضربة جزاء لم تحتسب وإلغاء لهدف صحيح في مباراة الديربي أمام الرائد ، وهذا ما قا له خبراء التحكيم!