تحرص الأندية على جلب المدربين ، وتهتم أكثر من الحرص على استقطاب الأغلى ثمنا بين نجوم الكرة من البرازيل إلى أقصى أدغال أفريقيا .. وفي نهاية المطاف الرقم الغالب في قائمة هذه الأندية يخرج خاسرا المال وخاسرا غلة البطولات والسبب أولا المبالغة وثانيا فلسفة الارتهان لما يقدمه السماسرة من أوراق بعضها مزيف وبعضها الآخر كذبة سوداء. من عام إلى عام تكرر الأندية كل الأندية نفس الأخطاء ، ورغم أن الإعلام تحدث وحذر وقال ونصح ، إلا أن المعنيين بدفع المال وصناعة القرار تعاملوا مع تلك الأخطاء مثلما يتعامل الكفيف في ليل دامس الظلام. فعلى امتداد سنوات مضت والجميع يمارسون دور البحث الدؤوب عن المدربين واللاعبين ، لكنهم يقعون في المحذور ، وإن قدر لأي منهم تحقيق النجاح في صفقة مدرب أو صفقة لاعب فهذا النجاح مجرد لعبة حظ سرعان ما ينتهي وقتها مع بديل متواضع يأخذ من أرقام المال دونما يكون له القدرة على إثبات تميزه. الغريب المريب المضحك أن الأسماء التي مارست أفدح السلوكيات الخاطئة في جلب الصفقات الفاشلة طيلة السنوات الماضية لازالت محل الثقة ، تكرر ممارسة الدور ولاتهتم سوى بزيادة أرصدتها التي تضاعفت أرقامها فيما خزائن الأندية تعاني من الإفلاس. من يتطلع لبناء فريق مؤهل يقارع وينافس ويحصد البطولات عليه بالعمل المؤسساتي ، أما مسألة التركيز الكلي على جوانب المحترفين فهذه الجوانب حالة مؤقتة قد يكون لها نجاح ، لكن النجاح فيها وبها يبقى نجاحا محدودا ينتهي نهاية مدة العقد مع هذا المدرب أو ذاك النجم. مهمة البحث عن اللاعب المحترف مع المدرب المتمكن ضرورة من ضروريات الاحتراف وأنظمته ، لكنها تحتاج لمن يجيدها لا إلى من يستخدم عملية الاختيار وفقا للأوراق التسويقية التي تظهر كلعبة سمسرة البطل في ميدانها السمسار والخاسر فيها النادي. على الأندية الاستفادة من سلبيات الاختيار الخاطيء والاستفادة من ممارسات المسوقين الذين تعاملوا معها طيلة تلك المراحل الماضية بنوع من (الاستلطاخ) ، والمحصلة ظلت كما هي أموال مهدرة ونتائج متواضعة وهنا تكمن الكارثة. العقوبات التي أصدرها اتحاد اليد تجاه الأهلي قاسية ، وإن دلت على شيء فإنما تعطي دلالاتها على أن الأهلي مستهدف من هؤلاء الذين كما يبدو بأنهم تعاطوا القرارات وفقا للعبة الانتماء لكرة القدم لا وفقا لمصلحة اتحاد اللعبة ومستقبلها. ماذا يحدث في العميد؟ في هذا النادي الكبير الكل يبحث عن الفلاشات ، أما الدعم فالدعم مفقود ، وإدارة الإتي برغم اجتهاداتها إلا أنها في خضم هذا الإحجام الجماعي عن الدعم من قبل أعضاء الشرف تحديدا أصبحت الضحية. الاتحاد ببساطة تبدل وتغير ، وقد يعود إلى ما كان عليه قبل عصر الثلاثية ينافس ولكن على مراكز الوسط .. وسلامتكم.