بعض الأندية إن لم يكن أغلبيتها اهتمت بعملية جلب المدربين ومارست الحرص من عام إلى آخر على استقطاب الأغلى ثمناً بين نجوم الكرة من البرازيل إلى أقصى أدغال إفريقيا وفي نهاية المطاف تخرج خاسرة ، خاسرة المال وخاسرة البطولات والسبب أولاً المبالغة وثانياً فلسفة الارتهان لما يقدمه السماسرة من أوراق بعضها مزيف وبعضها الآخر كذبة سوداء. - من عام إلى عام تكرر الأندية نفس الأخطاء وبرغم أن الإعلام تحدث وحذر وقال ونصح إلا أن المعنيين بدفع المال وصناعة القرار تعاملوا مع تلك الأخطاء مثلما يتعامل الكفيف في ليل دامس الظلام. - الأهلي .. الهلال .. الاتحاد .. النصر وإن شئت قل الجميع يمارسون دور البحث الدؤوب عن المدربين واللاعبين ، لكنهم يقعون في المحذور ، وإن قدر لأيٍّ منهم تحقيق النجاح في صفقة مدرب أو صفقة لاعب ، فهذا النجاح مؤقت ، بل هو مجرد لعبة حظ سرعان ما ينتهي وقتها مع بديل متواضع يأخذ من أرقام المال دونما يكون له القدرة على إثبات تميزه. - الغريب المريب المضحك أن الأسماء التي مارست أفدح القرارات الخاطئة في جلب الصفقات الفاشلة طيلة السنوات الماضية لا زالت محل الثقة تكرر ممارسة الدور ولا تهتم سوى بزيادة أرصدتها التي تضاعفت أرقامها فيما خزائن الأندية تعاني من الإفلاس. - من يتطلع لبناء فريق مؤهل يقارع وينافس ويحصد البطولات عليه بالعمل المؤسساتي أما مسألة التركيز الكلي على جوانب المحترفين من الأجانب أصحاب الإمكانات المتواضعة فهذه الجوانب حالة مؤقتة قد يكون لها نجاح، لكن النجاح محدود وهنا تكمن الكارثة. - هذا الموسم لو قررت استثناء الأهلي من قائمة التقييم قياساً بما قدمته أقدام فيكتور وكماتشو وعماد الحوسني حتما سأجد بأن أغلبية الأندية لا سيما الكبيرة منها لاتزال تسير في ذات الخط ، أموال مهدرة وصفقات احترافية دون المستوى والنتيجة ها هي على ذات حالها إخفاق في إخفاق. - من الطبيعي أن تجتهد الأندية وتقرر وتخطئ ، ففي طيات أيّ عمل نحن متفقون على أن الأخطاء واردة لكن إذا ما استمرت تلك الأخطاء وتكررت وأضحت بمثابة الحالة المألوفة فهنا الأمر سيبدو مختلفاً ولن يجد من يتفق على بنوده كون تكرار الخطأ سيعمق المزيد المزيد من معاناة الأرقام السالبة. - في حالة ما إذا نجحت القادسية واستمرت بين الكبار يا ترى ماذا يمكن لهذه الإدارة التي تقوده اليوم أن تفعله ..؟. - الموسم الماضي كاد الفريق أن يغادر إلى حيث دوري الدرجة الأولى لولا قرار الإنقاذ الصادر من اتحاد الكرة في أعقاب أحداث الوحدة والتعاون أما في هذا الموسم فالوضع لم يتعدل ولم يتغير ، فالقادسية في ذات المكان كالتائه الذي لا يعلم إلى أين يتجه. - القادسية تحتاج إدارة قوية بدعمها قوية بفكرها قوية بحرصها على تقديم الأفضل وإذا لم تستطع إدارة الهزاع في تحقيق ذلك فمن المهم ، بل من الأسلم لها أن تغادر وتمنح الفرصة لبديل يصنع كل الحلول .. وسلامتكم.