وذكَّرتني ارتفاعات قيم تداولات سوق الأسهم بما كان يحدث قبل العام 2006 حيث خسر الناس كلَّ ما يملكون فمنهم من مات ومنهم من دخل المصَّحات النفسية ومنهم من دخل السجون ومنهم من بقي مشرداً تطارده جهات مختلفة ليسدد ما عليه من أموال ذهبت (لجيوب) يتحدّث الناس عن اتساعها وعن قدرات أصحابها وها هم اليوم يعاودون الكرَّة بعد أن عرفوا أن هناك أموالا متبقية في سوق الأسهم وهي أقل القليل ممّا بقي عند الناس فقرروا الاستيلاء عليها وليذهب الناس إلى الجحيم .. وبهذه المناسبة تذكَّرت (أختي الكبرى رحمها الله) عندما كانت تحكي لي الكثير من القصص والحكايات حتى لا أخرج من المنزل خاصة في فصل الشتاء حيث البرد القارس والأمطار الغزيرة. وأذكر منها حكاية (***** الشام وحرامي اليمن) وليس المقصود هنا بلاد الشام ولا اليمن السعيد بل المدن والقرى في الجنوب وأعترف أنها كانت تقولها بطريقة تجعلني أبقى مشدوداً مع الأحداث. وكانت الغلبة دائما لحرامي الشام لأنه كما تقول أختي يقرأ ويكتب أما ***** اليمن فهو الأقل ذكاء وفطنة وإن كان الأكثر شجاعة ترى هل كانت أختي تدرك في ذلك الزمن الفروق بين الشمال والجنوب كما هي الآن في المدن وعلى مستوى الكرة الأرضية؟؟ وذات مرة التقى اللصان وهما لا يعرفان بعضهما وقرّر كل منهما سرقة الآخر .. تمكَّن ***** اليمن من سرقة حذاء ***** الشام وانصرف من المكان لكنه بعد أن مشى مسافة قصيرة اكتشف أنه بدون (لباسه الداخلي) فعاد إلى نفس المكان وتقابل اللصان في الطريق وتبادلا المسروقات وعقدا بينهما اتفاقاً على ممارسة عملهما ضد الآخرين ليس إلاّ .. ولكل منهما العهد والأمان من الآخر فعاثا في الأرض فساداً وأصبح السكان يخشون من كل شيء ويشكُّون في كل شخص .. والسؤال الذي يدور في خاطري الآن هو : هل عاد لصوص الشام ولصوص اليمن إلى الالتحام مرة أخرى ليكرروا ما فعلوه بالناس في عام (السرقة الشهير 2006)؟ أعتقد أنهم سيفعلون لأنه لا يوجد لا رقيب ولا حسيب! -------------------- نُشر المقال في (الشرق) دون عنوان ، وعنوان المقال هنا إجتهاد من (شبرقة).