انتهت مرحلة واقتربنا من أخرى وأثبتنا من خلال الأهلي والهلال والاتحاد أن كرة القدم السعودية مهما أصابها من المرض إلا أنها قادرة على الصمود والتحدي لاسيما إذا ما تعلق الأمر في مثل تلك الاستحقاقات القارية التي تعد معيارا حقيقياً من معايير تقييم الأقوياء في لعبة كرة القدم وكبارها. الأهلي تأهل والهلال مع الاتحاد تصدر وما بعد مرحلة التأهل والصدارة وتأكيد المنافسة ها هي المعطيات الفنية تأتي في معمعة هذه البطولة الآسيوية لتعطي الدليل على أن الكرة السعودية لاتزال تملك وتمتلك ما يؤهلها للتربع على القمة الآسيوية على اعتبار أن المستويات الفنية والنتائجية التي أفرزتها الأدوار الأولية من هذه البطولة قوة وتميز ورقي من يمثلها اليوم. فالأهلي نجح والهلال تميز والاتحاد تألق وبالتالي يحق لنا كسعوديين أن نقف موقف الداعم لهذه الفرق حتى تستطيع إكمال مسيرتها وتصل إلى حيث دائرة المنافسة ليس على التأهل فحسب بل إلى حيث القمة والحصول على اللقب. نعم هي بداية وصحيح قد تصبح عباراتنا منتقاة أمام هذه البداية لكن ما نحن متفقون عليه أن بداية ممثلي كرة القدم السعودية في الآسيوية هي اليوم بمثابة الايحاء على أن المرحلة القادمة ستكون أكثر قوة وأكثر تماسكا وأكثر إنتاجا سواء على صعيد الأندية أم سواء على صعيد المنتخبات أقول ذلك بحكم أنني دائما في قائمة المتفائلين لا من قائمة أولئك المتشائمين الذين لا يرون أكثر السواد. منذ سنوات غابت الكرة السعودية عن ذات المكان الذي كانت تتربع فيه قارياً ، أما اليوم فلازلت على قناعتي بأنها ومن عمق هذا الحضور اللافت للأهلي والهلال والاتحاد قدمت بعضاً من مؤشرات العودة وأعطت الجميع شعورا بأن مستويات اليوم مقدمة إيجابية لنتائج الغد المهم أن نقف جميعا في دائرة التحفيز والتشجيع والابتعاد عن كل أمر قد يحبط الهمم ويكسر مجاديف الطموح السائد في وجدان هذا الجيل الرياضي السعودي الذي متى ما أحطناه بالثقة فهو بلا أدنى شك سوف يكمل المسيرة ويصل إلى ما يرغب ويريد. بالأمس طوينا الصفحة الأخيرة من الموسم الرياضي أما القادم من الأيام فمن الأهمية بمكان أن نقف جميعاً في مساحة البحث عن علاج تلك السلبيات التي برزت في الموسم وتحويل كل مساراتها إلى إيجابيات في الموسم الرياضي المقبل. أما عن البطل والبطولة واللقب الذي يعتبر الأغلى وتلك المدرجات التي رسمت كعادتها صورة رائعة الملامح فلي معها وقفات وليس وقفة. أقول سيكون لي مع البطل وقفة بعد أن قررت ليلة البارحة الاكتفاء بمتابعة نهائي من عيار ثقيل شكلته كرة القدم الأهلاوية والنصراوية لدرجة أننا مع هذا النهائي خرجنا ونحن نصفق للخاسر قبل أن نصفق للمنتصر. مبروك للبطل .. مبروك لذاك الجمهور الرائع .. مبروك للتأريخ أما بعد البطل المتوج بأغلى الألقاب فلا نملك للوصيف سوى مواساته لعل وعسى أن يعوضها في البطولات المقبلة .. وسلامتكم.