*عندما فكّر المسؤولون بمنطقة الباحة في إقامة منتدى اقتصادي ؛ لطرح الفرص الاستثمارية ، والإمكانات البيئية ، والمناخية المتنوّعة التي تزخر بها المنطقة ، وتؤهّلها لتكون منطقة جذب لرجال الأعمال والمستثمرين ، بالتأكيد إنهم كانوا حريصين على ردم الهوّة القائمة هناك بين القطاعين العام والخاص ، اللذين ظلاّ على مدى القرون الماضية يتقاذفان التُّهم حول العراقيل ، والبيروقراطية من جهة ، والعزوف ، واختلاق العلل من جهة ثانية. * بالأمس انطلق المنتدى ، وحفلت جلساته العلمية بعناوين قوية وجذّابة ، لكن بعض أوراق الجهات المختصة لم تقدّم جديدًا لأصحاب رؤوس الأموال ، لترغيبهم في الدفع بأموالهم للمشاركة في التنمية الشاملة ، التي تنشدها الدولة ، بمشاركة القطاع الخاص. وقد فاجأتني ورقة وزارة الشؤون البلدية والقروية ، التي ركّزت على عرض الأنظمة ، والضوابط ، والإجراءات ، وهي أمور ملَّ منها رجال الأعمال ، بل ينظرون إليها على أنها هي من أصعب العقبات التي تحدُّ من مشاركاتهم ، في حين أغفلت الورقة طرح الفرص والتسهيلات التي كان ينتظرها الحضور. * أستغربُ أن الباحة حتى الآن لا يوجد بها منطقة صناعية مهيأة ، ومكتملة البنية تحت إشراف البلديات ، كما هو الحال في بقية المدن. كما لم تخصص الوزارة -حتى الآن- موقعًا للمدينة الصناعية التي سمعنا عنها من عشرات السنين ، ولم نرَ لها أثرًا. * في الباحة- حسب سجلات وزارة الزراعة- أكثر من أربعين غابة خلاّبة ، لم يطوّر منها- حتى الآن- إلاّ سبعة مواقع ، بل لا يمكن الوصول إلى الكثير منها لانعدام الطرق ، وخلوّها من بقية الخدمات كالكهرباء ، والمياه ، في حين يمكن تحويلها إلى منتجعات وقرى سياحية عالمية. • لقد أهدى سمو أمير المنطقة صباح أمس هدية ثمينة للتجار والمستثمرين ، حينما دعاهم لإنشاء شركة قابضة ، وأكد افتتاح مكتب بالإمارة لخدمة المستثمرين ، لكن يبقى الدور على مسؤولي الإدارات لترجمة وعودهم ، وإثبات حُسن النوايا ، ونقل الكرة إلى مرمى القطاع الخاص. • كما ينبغي أن تتابع لجان المنتدى عمليات تنفيذ التوصيات والصفقات ، حتى لا ينفض المولد ، وينسى الجميع ، ويقتصر النتاج على فرص بلا تسهيلات. وأتمنّى أن تنجح هذه التجربة الوليدة والمتميّزة في تنظيم منتديات مشابهة في مختلف محافظات المنطقة. ومن الواجب أن نزجي الشكر لسمو الأمير مشاري والقائمين على تنظيم المنتدى الذي نجح رغم حداثة التجربة.