يتحدث ماجد عبدالله بقدميه في الملعب ، أفضل مما يتحدث في أستوديو تحليلي على قناة فضائية ، وهذا ليس عيباً بل ميزة. فهد الهريفي مايسترو ، يقود ويُنظّم أجمل معزوفة موسيقية على العشب الأخضر ، لكنه في الشاشة لا يقود الكلمات ولا يعزف. حمد الدبيخي ، محلّل رياضي جميل ومُتّزن وهادئ ، وهو في الأستديوهات التحليلية يلعب أفضل بكثير منه في الملعب ، ومثله الشنيف. نموذج فهد وماجد ، أتيت به مقابل نموذج الدبيخي والشنيف ، لأوضح أن مسألة ربط موهبة التحليل الفني ، ليس لها علاقة بموهبة اللعب في المستطيل الأخضر ، الذي جعله بعض المحللّين الذين لا يقولون شيئاً ، ملعبا لا لون له ولا ملعب. مشكلة إعلامنا الرياضي المحلي والخليجي والعربي ، أنه يحشر كل من هبّ ودبّ في مسألة التحليل الفني في القنوات الرياضية ، دون أن يشترط في ذلك أن يكون المحلّل الفنّي للمباريات ، يتكئ على السند التنظيري والفنّي ، إما من خلال دراسة علمية ، أو من خلال فهم ممارساتي حقيقي وعميق للعبة ، ولكن المهم لديهم والأول والأخير ، أن يكون لاعبا أو مدرّبا أو مدير كرة في فريق ، أو إن ضربته الحُمّى ، محررا في قسم رياضي بإحدى الصحف يجيد الكتابة. غالبية المحلّلين الرياضيين في قنواتنا العربية ، إمّا لاعبون عاديون جداً تقدّم بهم العمر ، أو اعتزلوا ، أو انتهت عقودهم الاحترافية ولم تُجدد لهم أنديتهم ، وإما مدربون لم يكن لهم أي بصمة ، حتى ولو كانت بصمات خالد عبدالرحمن العشر ، وإمّا مديرو كرة قدم ، انتهت مُددهم ولم يمدّد لهم الحظّ ساقاً. آفة التحليل الرياضي لدينا كإعلام فضائي عربي ، أن الأستديوهات مفتوحة على الآخر ، ولا تضع مسألة وعي المحلل في أولوياتها بالمرّة ، وأن قيمة المحلل الرياضي ومدة بقائه أمام وجوهنا ، صارت تعتمد على فنون العلاقات العامة ، بين مسؤولي البرامج وبين المحللين الذين لا يحللون شيئاً ، وامّا آفة هذا الإعلام الثانية ، فهي التعصّب الأعمى ، الذي يمشي بلا عينين ، وبلا أذنين ، وبلا عقل. محللو القنوات الرياضية العربية بحاجة إلى تحليل.